أشار الاختصاصي الاجتماعي فؤاد المشيخص، إلى أن من مميزات عرافة الفصل «تدريب الطلاب على إدارة الفصل، وتدريب الطلاب أيضاً على قبول إدارة منهم، فإذا رجعنا للعملية التعليمية؛ نرى أن الجزء المهم منها التربية، والاعتماد على أحد الطلاب يحقق العملية التربوية»، لافتاً إلى أن مشاركة الطلاب في إدارة الفصل «تؤثر على البيئة المدرسية بشكل إيجابي». وعن اختيار عريف للفصل، قال المشيخص: «لا بد من اختيار القوي الأمين، ومراعاة قبوله بين زملائه أيضاً، وفي بعض المدارس والمراحل التعليمية يتم اختيار العريف بالانتخاب والتصويت، لأن دوره يكون مكملاً لدور المعلم في الفصل، وأيضاً مكملاً لدور المرشد لطلابي»، داعياً إلى درس تطبيق هذه الفكرة في المدارس. وحول إيصال العريف المعلومات إلى معلمه، أو إدارته العليا، قال: «على المدير الأعلى أن تكون لديه القدرة على التعاطي مع المعلومات التي تصله بطريقة تربوية، وأن يوجه العريف على أن يكون تعامله بطريقة منطقية وعقلانية، فنحن نتكلم عن صناعة قائد، وعلى المعلم أن يقوّم سلوك العريف وأساليبه، في حال لاحظ عليه أي خطأ، أو كثرة الشكوى عليه من أقرانه»، مضيفاً أنه «من خلال إيكال مهمة العريف إلى الطلبة؛ بإمكاننا أن نصنع قادة متمكنين، إن تم توجيهها بالشكل الصحيح، فهذه المهمة تصب ضمن آليات التربية». بدوره، أيّد الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان، فكرة العريف، مستشهداً بمناداة المجتمع لإشراكه في الرأي، واتخاذ القرار. وقال: «من المفترض؛ أن يتم اختيار العريف من قبل الطلاب، لأنه شخصية محببة، وله كاريزما قيادية، وهذا لا يعني أن لدى البعض شخصية معقدة، ويؤدي لإساءة استخدام السلطة التي منحت له، في حال محاولته التملق لمعلمه، ليخلق فجوة بين الطلاب والإدارة، لأن الإدارة فن أكثر ما هي حزم، وهنا لا تستفيد المدرسة منه، لأنه سيخلق حالاً من العدائية». وعن تحول الشخصية حال تولي السلطة، قال العجيان: «إن هذا التحول وارد، وفي المجتمعات المتقدمة؛ عندما يعتمد العريف اختياره بطريقة ديمقراطية، ويوصله إلى السلطة أقرانه، سيعلم حينها أن رضا الناس (الطلاب) مصدر سلطته، فإذا كان معيّناً رغماً عنهم، فقد يستخدم سلطته بشكل غير صحيح»، لافتاً إلى أن السلطة أمر «فطري، ولا يوجد أحد لا يحب السلطة والشهرة، وهذا دافع من دوافع السلوك، في بعض المجتمعات تناولوها بشكل ديمقراطي، وهذا لا يعني وضع كامل السلطة بيديه بل بيد الآخرين». وعن تفعيل الرادع الذاتي، عوضاً عن وجود عريف، قال: «كونه من الطلاب؛ فسيعتبر رادعاً ذاتياً. كما سينمي روح الضبط فيه، لأن خلل النظام يؤثر على كامل الفصل، وستعم الخسارة جميع الطلبة، وتتكون لديهم قوة الرفض والتخريب والمشاغبة، وإثارة الفوضى. فمن الأفضل أن يكونوا هم أصحاب الضبط، لأنهم أصحاب المصلحة والخسارة، وهذا بحاجة لتدريب».