علمت «الحياة» من مصادر داخل مدينة الموصل إن تنظيم «الدولة الاسلامية» ضيّق الخناق على السكان الراغبين بمغادرة المدينة، ونشر أعلام «الدولة» فوق منازل الأهالي لتمويه الطيران الجوي للتحالف الدولي، فيما انفتحت الأنبار على موجة نزوح جديدة، وسُجّلت إعدامات ميدانية قامت بها «الدولة» ضد متهمين بالانتماء إلى «الصحوات» أو قوات الأمن العراقية. وقال مصدر من داخل الموصل في اتصال مع «الحياة» أمس إن «الدولة الاسلامية وضعت شروطاً صعبة لمن يريد مغادرة المدينة بعد أن كانت لا تعترض على خروج الاهالي منها». وأضاف إن من بين الشروط أن يكون السبب لغرض العلاج خارج المدينة. وأوضح المصدر أن التنظيم يسعى إلى اتخاذ السكان «دروعاً بشرية»، وقام أخيراً بإنزال أعلامه من مقراته وقام في المقابل بوضع هذه الأعلام فوق منازل السكان في جميع انحاء المدينة لإيهام الطيران الجوي التابع للتحالف بأن منازل المواطنين هي مقراته. وأشار إلى أن التنظيم استغل قبل أيام حادثة مقتل أحد المواطنين الابرياء في قصف استهدف مقراً للتنظيم شمال الموصل لكسب جانب سكان المدينة ودعا إلى احتجاج الأهالي على القصف. ولفت المصدر نفسه الى إن التنظيم منع سكان المنازل التي اختارها لوضع الأعلام فوقها من مغادرة منازلهم رغم توسل أهاليها لخوفهم من تعرضهم للقصف الجوي، ووافق التنظيم بعد المناشدات على بقاء شخص واحد من أفراد العائلة في المنازل. وأشار المصدر إلى أن التنظيم قام أخيراً بحملات اعتقال جديدة في المدينة ضد من يعتبرهم معارضين له، كما قام أول من أمس باعتقال العشرات في مناطق «بليج» و «القيروان» غرب قضاء تلعفر بينهم عناصر من الشرطة رغم اعلانهم التوبة. وتفيد مصادر أمنية أن التحالف الدولي ينفذ غاراته الدورية في الموصل بالاعتماد على الصور الجوية التي تلتقطها طائرات المراقبة المسيّرة، في ظل غياب جهد استخباراتي فاعل داخل المدينة، إضافة إلى أن قيام التنظيم بإعدام عدد من الأفراد بتهمة العمالة ونشر اقراص استدلال حرارية للطائرات زاد من صعوبة المهمة الاستخباراتية. وفي الانبار غرب بغداد، قال رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت ل «الحياة» إن المحافظة تتعرض حالياً لموجة نزوح جديدة بعد الهجمات الاخيرة ل «داعش» في قضاء هيت ومناطق محاذية لها. واوضح أن «المئات من السكان في قضاء هيت وعدد من النواحي التابعة لها فروا من منازلهم باتجاه بقية المدن والمحافظات»، مطالباً الادارة المحلية لمحافظتي بابل وكربلاء بفتح المنافذ أمام نازحين وصلوا ابوابهما أسوة ببغداد. واشار كرحوت إلى أن المئات من الاهالي نزحوا امس من هيت الى ناحية البغدادي غرب الرمادي حيث اتخدوا من المدارس والمباني غير المكتملة اماكن لاقامتهم، ودعا الحكومة الاتحادية الى ارسال المساعدات المالية للنازحين في المحافظة بسرعة. وفي شأن الوضع الامني في الرمادي مركز الانبار، قال كرحوت إن «الوضع مسيطر عليه. هناك فوجان من قوات التدخل السريع وصلا إلى داخل الرمادي لتعزيز الامن في المدينة». وأفاد مصدر امني في «قيادة عمليات الانبار» امس إن تنظيم «داعش» قام بحصار العشرات من القرى الزراعية على ضفاف نهر الفرات بين قضائي هيت وحديثة غرب الرمادي. وأضاف أن التنظيم قطع جميع الطرق المؤدية الى تلك القرى من الغذاء والدواء والوقود، وسط مخاوف من فرض حصار على قضاء حديثة الذي أصبح معزولاً وبعيداً عن خط الامدادات. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان امس إحباط هجوم لعناصر تنظيم «داعش» على منطقة ذراع دجلة، واوضحت أن «مفارز الاستخبارات العسكرية والفرقة الاولى وطيران الجيش أحبطوا الهجوم الذي جرى بالقرب من ناحية الصقلاوية شمال المفلوجة». واضاف البيان ان الاستخبارات العسكرية وبالتعاون مع طيران الجيش أحبطوا ايضا «هجوماً لعصابات داعش على الجسر الياباني في الانبار، واسفرت العلمية عن قتل 38 من عناصر التنظيم وحرق11 عجلة وكدس للعتاد وحاويات لمادة السي فور». وفي ديالى حذر غضبان التميمي رئيس المجلس البلدي في ناحية «العبارة» التابعة لقضاء «بعقوبة» من حدوث كارثة إنسانية ستصيب نصف سكان المحافظة بسبب سيطرة تنظيم «داعش» على نواظم مياه مهمة شمال ديالى. وقال التميمي في بيان امس إن «أغلب نواظم المياه الرئيسية في ديالى تحت قبضة تنظيم داعش منذ أشهر وهو يحاول بين الحين والآخر تطبيق سيناريو حرب المياه صوب المناطق الرافضة لأفكاره عن طريق قطع المياه عنها أو إغراقها وفي كلتا الحالتين الاضرار المادية جسيمة». وأضاف التميمي أن «على عشائر ديالى على اختلاف مسمياتها إطلاق انتفاضة شاملة لتحرير نواظم المياه من قبضة داعش الذي يشن حرباً وقحة ضد جميع المكونات العراقية من دون استثناء». وأعلن قائممقام قضاء الخالص في ديالى عدي الخدران أمس عن قيام تنظيم «داعش» بإغراق مناطق حدودية مشتركة بين صلاح الدين وديالى من جهة منطقة «العظيم» لمنع تقدم القوات الامنية نحو تجمعاتهم ومعاقلهم في منطقة «بيشكان» شمال بعقوبة. إعدامات علنية وفي كركوك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر امنية وشهود أن تنظيم «الدولة الاسلامية» أعدم تسعة اشخاص في بلدتين شمال العراق بينهم ثلاثة من عناصر الصحوة التي كانت تقاتل ضد المتشددين في كركوك وبيجي شمال البلاد. وقال مصدر أمني ل «فرانس برس» إن «مجموعة من عناصر تنظيم داعش الارهابي قامت بإعدام اربعة اشخاص من أهالي ناحية الزاب الأسفل (90 كلم غرب كركوك) واثنين من قرية الزوية التابعة لقضاء بيجي (220 كلم شمال بغداد) صباح اليوم الجمعة (أمس)». واوضح ان «عملية الاعدام جرت بصورة علنية في السوق أمام انظار الاهالي في الزاب». وبحسب المصادر الاستخباراتية فإن الضحايا وهم جميعهم من العرب السنّة، اتهموا بالانخراط في مجلس مناهض لتنظيم «الدولة» خصوصا في قضاء الحويجة. وسقطت عدة مدن واقضية تقع غرب وجنوب مدينة كركوك ويقطنها العرب السنّة بيد تنظيم «الدولة الاسلامية» خلال اجتياحه في التاسع من حزيران (يونيو) الماضي. من جانب آخر، أفادت مصادر امنية ومحلية أن عناصر التنظيم قاموا بنحر ثلاثة عناصر من الصحوة بعد اختطافهم وسط بيجي. واوضحت المصادر إن «عناصر تابعون لتنظيم داعش اختطفوا الضحايا من منازلهم وسط قضاء بيجي قبل ايام». ويتعرض عناصر الصحوة سابقاً في المناطق الواقعة تحت نفوذ «الدولة الاسلامية»، خصوصاً في الموصل وصلاح الدين وغرب كركوك، إلى عملية تصفية واعدامات، رغم اعلان بعضهم التوبة.