في البداية حرّك مهرجان صنعاء لأفلام حقوق الإنسان الآمال بإمكان إحياء الاهتمام بالسينما وثقافتها في هذا البلد الذي كان يعتبر من أوائل بلدان المنطقة اتصالاً بالسينما، قبل أن يتراجع خطوات كبيرة، إلى درجة اندثرت معها صالات العرض بما هي ركيزة رئيسة لاستمرارية صلة الجمهور بالفن السابع. وعرضت في المهرجان، الذي نظمته أخيراً، المنظمة اليمنية لتعزيز النزاهة OPI بالتعاون مع منظمة الكونجرس الإسلامي الأميركي (aic) أفلاماً قصيرة من اليمن ومصر وسوريا وباكستان والهند والإمارات. فيما منعت وزارة الثقافة عرض 3 أفلام هي «يوم واحد في قلب الثورة» و«مستغرقة» و«يوم ثالث في قلب الثورة» للمخرج اليمني الشاب عمار الباشا. كان هذا المهرجان، أول نشاط سينمائي تشهده البلاد منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية مطلع 2011 أما منع الأفلام الثلاثة فتم على رغم أن وزير الثقافة كان احد الوزراء الذين حملتهم الانتفاضة الشعبية إلى السلطة!. علماً أن اثنين من الأفلام يوثقان ليوميات الانتفاضة الشبابية الشعبية في ساحات الاحتجاج. وأفيد بأن المنع سببه تضمّنها مشاهد تتناول الرئيس السابق الذي يتقاسم حزبه السلطة مع أحزاب المعارضة السابقة التي أيدت الثورة. ووفقاً للمنظمين يهدف المهرجان إلى تكريس وعي وثقافة حقوق الإنسان وإذكاء روح التواصل والتعايش والإلهام وتبادل التجارب والخبرات بين المهتمين من خلال الصورة في سياق الفيلم القصير. وتضمّن المهرجان مسابقة «من العين إلى القلب» في نسختها الثانية والتي تنظمها منظمة الكونغرس الإسلامي الأميركي حول الفيديو القصير والسيناريو. ومن الأفلام اليمنية التي عرضت في المهرجان «طفل الكراتين» للمخرج إسماعيل سليم، عن سيناريو وتصوير ياسر عبد الباقي. وهو يتناول قصة طفل يعمل في تنظيف السيارات ويعيش في الشارع لكنه يفتقد كثيراً للعب. وفيلم «كسر الصمت» وهو وثائقي يتناول حياة نساء الفئة المهمشة المعروفة باسم (الأخدام)، وهو بدوره من إخراج عمار الباشا. ومن باكستان عرض فيلم «حرية» للمخرج وحيد خان. ومن الإمارات فيلم «فقاعة» للمخرج فيصل الهاشمي. فيما شاركت مصر بفيلمين هما :«بيجامة» إخراج ميسرة النجار، و»فتى المدرعة» لفتحي عبد المصطفى. ويأتي تنظيم المهرجان في وقت تخلو الساحة من أي نشاط سينمائي باستثناء بعض الشرائط التي ينفذها هواة. وتعد مدينة عدن في الجنوب اليمني من أولى المدن العربية التي عرفت مبكراً العروض السينمائية. غير أن المدينة باتت خالية من صالات العرض باستثناء صالة واحدة فيما توقفت صالات العرض في بقية المدن اليمنية. ويأمل المخرج الشاب ياسر عبد الباقي بأن يفتح هذا المهرجان «نافذة كبيرة» للمخرجين الهواة ما من شأنه إحياء الاهتمام العام بالسينما. وقال عبد الباقي الذي أنجز بمجهود شخصي مجموعة من الأفلام القصيرة منها فيلم الدقيقة الواحدة، أن معظم المخرجين الشبان أنجزوا أعمالهم من «مصروفهم الشخصي» أو بمساعدة أصدقاء، مشيراً إلى أنه وزملاءه المخرجين لا يعولون على مؤسسة السينما الرسمية خصوصاً في ظل الصمت الحكومي إزاء التدمير الذي تتعرض له صالات العرض السينمائي في البلاد. وكانت وزارة الثقافة اليمنية أعلنت قبل سنوات اعتزامها تنظيم مهرجان صنعاء السينمائي وإقامة مدينة للسينما لكن المشروع لم ير النور بعد. ويشكو المسؤولون عن السينما من غياب التمويل الكافي.