تعمل مجموعة من النسوة بجد في صنع «قرب» الماء في السوق الشعبية المرافقة لفعاليات رالي حائل الدولي. وهذا المشهد يجتذب كثيراً من زائري السوق الذين يعود بهم هذا المنظر إلى حقبة تاريخية كانت فيها «القربة» جزءاً مهماً من محتويات «بيوت الشعر» قديماً، إذ كانت بمثابة «براد» الماء حالياً. وذكرت أم عبيد الله إحدى البائعات في السوق الشعبية ل«الحياة» أنها تعمل في مجال صنع «القربة» منذ 20 عاماً، بعد أن تعلمتها من والدتها التي كانت تسكن بيتاً من الشعر في الصحراء. وأضافت أنها تشتري جلد «القربة» من مسالخ الأنعام، مشيرة إلى أن صنع «القربة» الواحدة يحتاج إلى 10 أيام، وتشمل تنظيف الجلد من خلال التمر والملح، ثم يجري دبغ الجلد ثم خرزه و«تخييشه». ولفتت إلى أن الجيل الجديد لا يجيد صناعة «القربة» التي أوشكت على الاندثار، ولذلك تجتهد لتعليم بناتها كيفية صناعة القرب، وتطلب منهن مساعدتها في تنظيف الجلد ودبغه، إلا أنهن ينشغلن كثيراً في دراستهن. ولا يختلف الأمر مع أم فهيد التي تصنع «القرب» منذ 30 عاماً، فهي الأخرى تعلّمت هذه الحرفة من والدتها، وتصنع 20 قربة في الشهر الواحد. وتبدو أم فهيد منزعجة من عدم الاهتمام بهذه الحرفة، إذ إنها على رغم بذلها جهداً كبيراً في صنع القرب إلا أنها لم تبع أية قطعة منها منذ انطلاق السوق الشعبية على حد قولها، مع أن سعر القربة الواحدة ليس عالياً ويراوح بين 45 و75 ريالاً. وأشار سعيد العمري الذي كان يتسوّق في السوق الشعبية، إلى أنه يشتري القربة ليستخدمها في تنقلاته داخل الصحراء. وتابع: «القربة تضفي على الماء طعماً مختلفاً يذكرنا كثيراً بحال البادية قديماً، كما أنها تحفظ برودة الماء»، مضيفاً أن سوق القربة انحسرت، وتقتصر حالياً على أصحاب بيوت الشعر الذين يضعونها للزينة داخل خيامهم أو في بعض المجالس داخل المنازل.