تدشن أمانة الأحساء، اليوم الأربعاء، «متنزه عين نجم»، أمام الزوار والمرتادين، بعد أن استكملت أعمال الصيانة التي شملت مرافق في المتنزه. أبرزها إعادة تأهيل بناء المسجد على مساحة 120 متراً مربعاً. كما تم توفير دورات مياه بشكل موقت للنساء والرجال، إضافة إلى إنارة ملونة لمنطقة المسابح الأثرية، أضافت شكلاً جمالياً لهذا الموقع الأثري، الذي اشتهر بمياهه الكبريتية التي جعلته مقصداً للراغبين في الاستشفاء من الأمراض، منذ قرون، وإن كانت المياه على وشك الجفاف، بعد أن كانت تتدفق بغزارة، حتى ما قبل ثلاثة عقود. وقال أمين الأحساء المهندس فهد الجبير: «إن المتنزه يعد الأقدم على مستوى المملكة، وله عبق تاريخي، إذ كان مقصداً للزوار من مختلف مناطق المملكة، للتنزه والعلاج بمياهه الكبريتية». وأوضح أن الفترة الماضية شهدت «وضع اللمسات الأخيرة قبيل افتتاح المتنزه رسمياً، أمام الزائرين»، مشيراً إلى أن مشروع التطوير تضمن «بسط المسطحات الخضراء والتشجير وزراعة النخيل، وتخصيص مواقع لألعاب الأطفال، إضافة إلى العناصر الترفيهية الأخرى، خدمةً لزائري المتنزه». ويقع المتنزه على مساحة تُقدّر بنحو 38 ألف مترٍ مربع. وتم زراعة 200 نخلة، و550 شجرة «بيزيا»، و1400 شجرة منوعة، إضافة إلى بسط المسطحات الخضراء على مساحة 24 ألف متر مربع. كما تم تخصيص 8 مجمعات لألعاب الأطفال بمساحات متعددة، وإنشاء الممرات وأرصفة المشاة في أنحاء المتنزه، وتركيب 127عمود إنارة. بدوره، قال وكيل الأمين للخدمات المهندس عبدالله العرفج: «إن تطوير المتنزه يأتي استكمالاً لجهود الأمانة في تقديم أفضل الخدمات من خلال تخصيص البرامج السنوية لإنشاء مرافق الترفيه العامة، وتشمل متنزهات وحدائق وساحات بلدية بالأحياء»، موضحاً أنه تم أخيراً، «اعتماد تنفيذ أكبر حديقة في مدينة المبرز في حي بوسحبل، على مساحة 12 ألف متر مربع، وفق تصاميم رُوعي فيها تسوير الحديقة وإنشاء مرافق خدمية من مطاعم وأكشاك وملاعب ومجمعات ألعاب الأطفال، ومُصليات ودورات مياه ومواقف للسيارات». فيما تعتزم أمانة الأحساء، إنشاء 5 ساحات بلدية داخل المبرز، ويتم اختيار مواقعها «لتخدم أكبر شريحة ممكنة من سكان الحي كمتنفس لهم، وذلك بالتعاون مع اللجان المحلية وخدمة المجتمع داخل تلك الأحياء». ورُوعي في تصاميم الساحات البلدية احتواؤها على ملاعب رياضية، وملاعب أخرى للأطفال ومسطحات خضراء وممرات للمشاة وبوفيه ودورات مياه ومواقف للسيارات». وأوضح العرفج، أن «الأمانة تعمل على التنسيق مع القائمين على اللجان الاجتماعية داخل الأحياء، بهدف تسليمهم الإشراف على تلك الساحات ومتابعتها وتحديد الفترات المناسبة، لاستقبال المرتادين، بحيث تخدم أبناء الحي المقامة فيه، وفقاً لرؤية أعضاء اللجان الاجتماعية». يُذكر أن أمراً سامياً صدر قبل سنوات، بنقل ملكية متنزه «عين نجم»، بموقعه الحالي، إلى أمانة الأحساء، وتحويله إلى متنزه عام، تتولى الهيئة العامة للسياحة والآثار الإشراف على المواقع الأثرية فيه، بالتنسيق مع الأمانة. وعُرفت عين نجم، وهي واحدة من أكثر من 330 عيناً كانت تتدفق مياهها في الأحساء، منذ أيام الحكم العثماني لواحة الأحساء، بفضل مياهها ذات الفعالية العلاجية، لوجود المياه الكبريتية فيها، وكانت تستقطب المصابين بأمراض عدة، أبرزها المفاصل والصدفية. وتعرضت القبة المبنية على العين للهدم في العام 1862. وأعيد بناؤها في العام 1913، عندما استرد الملك عبد العزيز الأحساء. وأصبح الناس يقصدون العين من جديد. وهناك اعتقاد شائع بأن سقوط نيزك أدى إلى نشوء العين، ما أكسبها اسم «نجم». فيما هناك من يرجع الاسم إلى بانيها نجم بن عبيد الله الخالدي، الذي كان أميراً لحج بني خالد في العام 1117ه، والذي شيدها لخدمة الحجاج المارين في الأحساء.