نقضت دراسة إسبانية كل المقولات التي تفيد بأن النوم والاستيقاظ مبكراً يعودان بالفائدة على الإنسان، موضحة أن الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر هم أكثر ذكاء وثراء. وأجرى باحثون من جامعة مدريد اختبارات على ألف مراهق، ووجدوا أن الذين فضّلوا السهر لوقت متأخر أظهروا نوعاً من الذكاء المرتبط بالحصول على وظائف مهمة وجني المداخيل المرتفعة في وقت لاحق من الحياة. واطلع الباحثون على عادات المراهقين وساعاتهم البيولوجية ليحددوا ما إذا كانوا يفضّلون السهر لوقت متأخر، والنوم لوقت متأخر في اليوم التالي، أو إذا كانوا يفضّلون الإيواء باكراً إلى الفراش والاستيقاظ في وقت مبكر من اليوم التالي. وقاس الباحثون أداء هؤلاء المراهقين في المدرسة، وذكاءهم الاستقرائي، وقدراتهم في حل المسائل العلمية، كما اطلعوا على علاماتهم الأكاديمية في المواد الرئيسة. واستنتجوا أن الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر أحرزوا علامات أفضل من نظرائهم الذين ينامون ويستيقظون باكراً، في التحليل الاستقرائي، الذي يساعد في تقدير الذكاء العام، والذي يعدّ مؤشراً قوياً على الأداء الأكاديمي. كما استنتج الباحثون أن المراهقين الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر لديهم قدرة أكبر على التفكير على المستويين المفهومي والتحليلي، وهي قدرات تبيّن أنها مرتبطة بالتفكير الخلاق، والوظائف المرموقة، والمداخيل المرتفعة. ومن أشهر الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر، الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس وزراء بريطانيا السابق وينستون تشيرشل، والأسطورة الراحل إلفيس بريسلي، في حين أن المشاهير الذين يعرفون بالنوم والاستيقاظ باكراً، الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، والعالم الأميركي الراحل توماس إديسون، والإمبراطور الفرنسي الراحل نابليون، ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليسا رايس.