عادة ما أن يسدل الموسم الرياضي أستاره وتودع الدروع والكؤوس والميداليات في خزائن مستحقيها، حتى ينفض السامر ولا يبقى للصحف إلا الاستفتاءات ونتائجها والتعاقدات المحلية وأخبار المعسكرات، لكن صيفنا أبى إلا أن يكون أشد سخونة هذا العام، فكلما «التأم جرح جد بالتذكار جرح»، قضايا مستعرة جرّت كل واحدة منها الأخرى حتى كأن الموسم لم ينته، الزوايا وجدت مادة دسمة تعيد فيها وتزيد، ويسبغ كتابها على ما يقولون صفة الجزم والصدق والعقل، وهي لا تعدو أن تكون أحياناً وجهة نظرهم الشخصية، ولنسترجع أهم القضايا، لتدركوا كم كان آب اللهاب، واقعاً في الأجواء وعلى الورق، انتقال حسين عبدالغني للنصر وما صاحبه من بيانات متبادلة «أهلاوية ونصراوية نبيه وما نبيه»، ورفض نور الالتحاق بمعسكر الفريق والأخذ والرد والوعود بحل كل مشكلاته، ثم تهور كالديرون في قضية لا تعنيه وما صاحب ذلك من شد وجذب ومترجمين يفهمون في ما وراء السطور، لدرء الخطر المحدق به، ثم خروج الاتحاد من عنق الزجاجة وتسديد كل المستحقات المالية التي ناء بها من تولى سدة قيادته، وذلك جرياً على عادته السنوية التي تتم فيها نجاته من مقصلة العقوبات في اللحظات الأخيرة، وهي القضية التي بسببها كثر اللغط والجدال عن مغزى هذا الدلال والتفرد به من دون سائر الأندية، ثم اكتملت فصول السخونة بمسرحية الدوخي والنصر، وبإخراج لجنة الاحتراف والرد برسالة طويلة أصابتنا بالصداع ولم نعد نعلم الحقيقة هل هي ما نقرأه في السطور أم أن «كل معنى ذاب فيها واحترق»، وحتى صلعة ياسر وجدت من يوليها اهتماماً ويخصها بمقالاته ووجهة نظره، والتقول على أهله من خلالها وهي مسألة شخصية لا تعني الصحافة في شيء، ثم تتواصل الإثارة الممزوجة بحر الصيف ولهيبه، ويبدأ الموسم الرياضي، ويحظى اليوم الأول بارتفاع غير عادي لدرجة الحرارة بعد عرض «أزياء الفرق» وألوانها في حفلة بهيجة، ونُصاب بالحول ونحن نتابع الأهلي والرائد الأبيضين حد التشابه، على رغم أننا في دوري محترفين يفترض ألا تقع فيه هذه الهفوة من مسؤولي الفريقين وحكام المباراة ولكنها وقعت، يليها التأجيل الأول لمباراة النصر والحزم ليطرح سؤالاً عريضاً ماذا فعلنا لنتحاشى الخطر الصحي الداهم في الملاعب الرياضية على رغم كل ما قرأنا من إجراءات ستتخذ حياله؟ وهي أمور لا تنتظر التأخير بل الإسراع في التنفيذ، ويكمل الناقص بحارس يلعب من دون رقم. هل هناك أشد من ذلك سخونة؟ [email protected]