أكد الإعلامي والمدرب في مجال إدارة الأعمال والتسويق فهد بن عبدالرحمن الفهيد، كما يروي في لقاء أجرته معه «الحياة»، أنه حرص على بناء أفكاره، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فصنع أحرفه بينها، وخلق العبارات التي تلامس واقع الشباب على وجه الخصوص، تبنى حملته التوعوية «صدقوني» عبر «فيسبوك»، خاطب بها شرائح المجتمع في زعمه أن قضاياهم متشابهة، وأن تسليط الضوء عليها يعيدها لعالم الواقع، فيجعل المستحيل ممكناً، ويصنع من الأزمة فرصة، فلا ظلام دامساً لمن ينتظر الصباح. صنع محتواه من نبض الشارع والمجتمع، وكشف عن مجموعته الجديدة في بطاقات «صدقوني»، إذ تبنى مركز الأمير سلمان للشباب طباعته وتوزيعه في معرض الكتاب الدولي في الرياض، ولاقى إقبالاً جميلاً من قطاع الشباب، عندما لامس اهتماماتهم في مجموعته الأولى. وفي كتابه الجديد «ذاتك علامة تجارية»، يكشف الفهيد مع زميله الكاتب سعد الحمودي جوانب خفية عدة في الشخصية الإنسانية، في محاولة منهما لتعريف القارئ بالقدرات والإمكانات التي يملكها داخله، ولا يعرف عنها شيئاً، أو لا يدرك كيفية استخدامها بشكل صحيح يفيده في حياته ومستقبله. ينطلق الكتاب من فكرة أساسية تقوم على معاملة الإنسان لذاته كمنتج يرغب في تسويقه، تماماً كالماركات العالمية للسلع المختلفة، من خلال تسويق قدراته ومهاراته لدى الغير، بما يحقق له الاستفادة الكاملة من المهارات التي يملكها. يضم الكتاب 6 فصول، يحاول الأول منها تعريف الإنسان بذاته وكيفية بنائها، والفوائد التي تعود عليه جراء ذلك. أما الفصل الثاني، فيعتبر قدرات الإنسان منتجاً قيماً في حد ذاته، ويطرح أفكاراً عدة لتسويق تلك القدرات والمهارات، بما يحقق الفائدة لصاحبها في شكل كبير. ويرسم الفصل الثالث من كتاب «ذاتك علامة تجارية» طرقاً عدة لكتابة السيرة الذاتية، تأتي عادة بنتائج أعلى على صعيد الحصول على وظيفة ذات مردود اقتصادي جيد، فيما يناقش الفصل الرابع طرق الحصول على وظيفة تناسب أحلام الباحثين، وليست مجرد وظيفة عادية. أما الفصل الخامس فيطرح مجالات عدة لتطوير النفس لتكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات العمل والحياة، فيما يضم الفصل السادس والأخير عشر نصائح أبوية للمستشار حمود الربيعان ترتدي زي التجربة الطويلة وتختصرها في مساحة صغيرة ليستفيد منها الجميع. ويرى الفهيد أنه نظراً لأهمية الكتاب في تسويق الذات والمهارات، فإنه اجتذب ثلاثة كيانات اقتصادية تولت دعمه ورعايته لإيمانها بأنه دليل عملي وواقعي لتسويق الذات الإنسانية، بما يحقق الفائدة الكبرى للشباب، ويجعل منهم خامة جيدة لإدارة دفة المستقبل، وتضم الكيانات: قصر مكة رافلز، فندق ساعة مكة (فيرمونت)، ومكة سويس أوتيل. ويؤكد الفهيد في كتابه المشترك مع زميله سعد الحمودي، أن الذات تستحق أن تصنع كما تحتاجها البيئات حولها، وأن جل مشكلات الشباب واهتماماتهم تنشأ من تجاهلهم لتأمل ذواتهم، فنقاط القوة لديهم والضعف لا يمكن إدراكها إن لم يتم تأملها ودرسها، والفرص والمخاطر في بيئاتهم الخارجية يجب الإلمام بها للاستعداد المباشر لها واقتناصها أو تجنبها والتقليل من أزماتها. يؤمن الفهيد كثيراً بأن المحتوى أهم كثيراً من قنوات التواصل، فمن يملك الأدوات قد لا يصل لأهدافه، وتأثيره يبقى قاصراً في محيطه الذي يعيش به. كما يهتم كثيراً بصناعة التغيير، ويتأمل بعمق الأحداث ويصنع منها الأفكار التي يبثها عبر وسائل التواصل المتنوعة، ويقيس أثرها من خلال ردود الأفعال، أثر في بيئاته التي يدرب فيها، كما تأثر منها، فالبيئات الناضجة كما يردد تخلق الإبداع والمبدعين، فهي قاعدة خصبة للعمل والانطلاق والانتقاد الإيجابي، بما يكفل لمن يعيش بها أن يتغير نحو الأفضل بجهد ووقت أقل. واجه انتقادات لاذعة من نظرية «المنفعة» التي يرددها في كثير من دوراته التدريبية وأطروحاته الفكرية، فمنهم من أساء فهمها ونقدها بسطحية، وألبسها رداء «المصلحة»، عندما ناقشها في مقالة سابقة له «المصلحجي»، إذ بين في مجمل مقالته أن العلاقات البشرية تحكمها المنافع، وهي سنة بشرية، فخير الناس أنفعهم للناس، وعلى أساس ذلك تتوطد العلاقات، وتعمر الأرض، وتقوى العلاقات، ومنها تنشأ حب الذات لنفع ذوات الآخرين، وكانت هذه النظرية انطلاقة له في دوراته التدريبية في تبيان منافع الأفراد، وكثرتها مؤشر إيجابي لحاجة المجتمع ومن حوله له، فعلى قدر منافعه التي يقدمها للآخرين تزداد العلاقة وتتوطد.