اقتحمت قوة مشتركة من الجيش والشرطة الإسرائيلية أمس المسجد الأقصى مستخدمة قنابل صوت وغازاً مسيلاً للدموع، كما أطلقت الرصاص الحي والمطاطي على المصلين المعتكفين بعد رفضهم إخلاء المسجد للمستوطنين والمتطرفين اليهود الذين قدموا للصلاة في باحاته. وحذّر الرئيس محمود عباس إسرائيل من تحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، واتهم السلطات الإسرائيلية برعاية اعتداءات المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى، فيما امر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعزيز قوات الشرطة، مؤكداً انه لن يسمح بتحويل الوضع الراهن الى امر مقبول. وأصيب واعتقل اثناء الاقتحام عدد من المصلين، إصابات بعضهم بالغة الخطورة. وقال احد المسعفين الفلسطينيين ان «17 فلسطينياً اصيبوا بجروح جراء اصابتهم برصاص معدني مغلف بالإسفنج عولجوا في المكان». وأدت القنابل الصوتية التي اطلقها الجنود داخل المسجد الى احراق جزء من سجاد الجامع القبلي. وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني ان «المسجد الأقصى تحول الى ثكنة عسكرية وأغلقت الشرطة بوابات المسجد ولم تسمح لدخول الموظفين وأدت قنابل الصوت الى حرق موضعي في بعض سجاد المسجد الأقصى». واتهم الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار المقدسة الشرطة الإسرائيلية بمحاصرة المسجد الأقصى ومنع المسلمين من دخوله، معتبراً ذلك «اجراء تعسفياً». ولفت الى انه هو أيضاً منع من دخول المسجد. وأضاف ان «الخطر داهم بالنسبة إلى المسجد الأقصى. البوابات المؤدية الى المسجد مغلقة. الداخل الى المدينة يشاهد انها ثكنة عسكرية ولا يلاحظ ان هناك اماكن عبادة فيها». ووجّه مستوطنون دعوات إلى اقتحام المسجد الأقصى مع حلول أحد الأعياد اليهودية، ما دفع جهات فلسطينية لدعوة المسلمين الى الاعتكاف داخله لمنع الاقتحام. وسارع الرئيس محمود عباس الى استدعاء وسائل الإعلام الى مكتبه عقب هذه التطورات، وتلى بياناً حذر فيه من تحويل إسرائيل، الصراع السياسي مع الفلسطينيين إلى صراع ديني، من خلال محاولتها السيطرة على المسجد الأقصى. ولفت عباس إلى «تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، التي يقودها المتطرفون والمستوطنون برعاية الحكومة الإسرائيلية، ففي كل يوم يحاول هؤلاء الدخول إلى المسجد بكل الوسائل من أجل أن يثبتوا ما يريدون كأمر واقع. والأمر الواقع الذي تسعى إليه إسرائيل هو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بحجة أن لها فيه نصيباً، وهي حجج واهية وكاذبة، وتحريف للتاريخ الذي نعرفه جميعاً». وحذّر من «خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية، وتحويلها إلى صراع ديني. لذلك لا بد أن نرى جميعاً ما يحيط بنا وما يحصل من حولنا. وعلى إسرائيل أن تنتبه لهذا، وأن تفهم أن مثل هذه الخطوات محفوفة بالأخطار عليها وعلى غيرها». ولفت عباس الى ان «هذه التصرفات التي تقوم بها إسرائيل لن تقبل إطلاقاً، والدليل على ذلك أن أبناء شعبنا في القدس والخليل يقاومون بشدة، ومعهم كل الحق، مثل هذه الخطوات والإجراءات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، حيث تدفع هؤلاء المتطرفين إلى ارتكاب هذه الجرائم». وقال ان السلطة الفلسطينية على اتصال دائم مع الأردن والمغرب، رئيسة لجنة القدس، لاتخاذ الإجراءات العربية والإسلامية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية، وأضاف انه سيعرض موضوع المسجد الأقصى على الأممالمتحدة. وحضّ عباس الولاياتالمتحدة على اتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل لإلزامها وقف سياساتها الاستيطانية التي تعارضها واشنطن. وقال ان «أميركا دانت أكثر من مرة هذه التصرفات، لكن الإدانة لا تكفي، بل يجب وضع حد لتصرفات الحكومة الإسرائيلية، وأميركا قادرة على أن تضع حداً لهذه الإجراءات إن كانت جادة في الوصول إلى سلام». وجدد عباس تأكيد قرب التوجه الفلسطيني الى مجلس الأمن للمطالبة بإصدار قرار ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطينالمحتلة عام 67. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أمر بتعزيز قوات الشرطة المنتشرة في المناطق التي تندلع فيها المواجهات وبالعمل بشكل صارم وحازم ضد المشاغبين وأكد أنه «لن يسمح بتحويل الوضع الراهن الى امر معتاد»، كما قال بيان صدر عن مكتبه الأربعاء. وأوضح البيان ان «رئيس الوزراء طالب بتعزيز قوات الأمن في مناطق النزاع والتصرف بطريقة هجومية ضد مرتكبي اعمال الشغب». وأضاف أن نتانياهو «عقد اجتماعاً ظهر الثلثاء مع رئيس بلدية القدس نير بركات ورؤساء الأجهزة الأمنية للدولة على خلفية الاضطرابات المتواصلة في شرق القدس (القدسالشرقيةالمحتلة) للتعامل مع هذه الحوادث بشكل جذري». وقال رئيس الوزراء في مستهل الاجتماع «شهدنا مؤخراً حوادث شملت رشق الحجارة والاضطرابات والعنف. يجب ان نرى ما هو حجم القوات وما هي القدرات التي يجب ان نستعملها والخطوات التي يجب ان نتخذها من اجل ضمان السلامة العامة في القدس». واتهمت الحكومة الأردنية الأربعاء السلطات الإسرائيلية بإفراغ المسجد الأقصى في البلدة القديمة للقدس من المسلمين بالكامل، ودعتها الى «تجنب اشعال المزيد من نيران التطرف والفتنة بين اتباع الديانات في العالم».