أكد نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله - أوصى أبناءه قبل رحيله بوصايا عدة، منها اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة وعدم ردّ أصحاب الحاجات، وكان يرى أن الله تعالى أكرمه بهم ليزيد في حسناته فكيف يردّهم، كما أوصاهم بالبشاشة عند استقبال الناس وعند قضاء حوائجهم وعند توديعهم، مشيراً في محاضرة له مساء أمس (الثلثاء) في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة بعنوان «المواقف الإنسانية في حياة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله» بحضور كل من: أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان، وعدد من الأمراء وجمع من المسؤولين والعلماء والأدباء والمثقفين، إلى أن «الأمير سلطان لم يكن يعمل من فراغ، بل عن عقيدة وإيمان وفلسفة استراتيجية، جامعاً بين الدين والدنيا وعمارة الأرض وعمارة الآخرة». وقال: «الحديث عن الجوانب الإنسانية في حياة والدي موضوع يسعدني بالرغم من صعوبته على نفسي، فكان المثل الأعلى والقدوة الحسنة أباً وقائداً، وقلباً ممتلئاً رحمة، وروحاً تفيض حناناً»، مضيفاً أن محاضرته «ستكون حول فلسفته الخاصة في كل جانب من تلك الجوانب التي تشمل الحقول الإنسانية والتعليمية والبحثية والثقافية والخيرية والعلاجية والتنموية والعسكرية». واستهلّ نائب وزير الدفاع محاضرته بقوله: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، قائلاً: «أما الولد الصالح فأنتم أبناؤه الذين لن يبخلوا بالدعاء له والتضرع إلى الله طالبين له المغفرة والرحمة، وأما العلم النافع فمشاريعه العلمية والتعليمية والبحثية وإقامة المسابقات في مختلف المجالات التي كلها خير شاهد على ذلك العلم، وأما الصدقة الجارية فمشاريعه الإنسانية والخيرية والعلاجية، وما أوقفه من مال في سبيل استمرارها خير دليل على ديمومة الصدقة التي نرجو أن تشفع له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». وأوضح الأمير خالد بن سلطان أن مواقف والده - رحمه الله - كافة كانت محكومة بعدد من المبادئ التي التزمها في حياته وأوصى بها أبناءه قبل رحيله، ومثّل لها بثمانية نماذج، منها أن خدمة المجتمع وتيسير أمور المواطنين فرض واجب على كل مسؤول، وأنّ العمل والسعي إلى الخير يكونان في صمت وبلا مراءاة، كما أنه كان يرى أن لا منَّة على أحد مهما امتدت المشاريع داخل المملكة أو خارجها، وكان يعتمد الرؤية الإنسانية الخالصة من دون تحيُّز لدين أو عرق أو جنس أو نوع، إضافةً إلى اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة وعدم ردّ أصحاب الحاجات، فالله يكرمنا بالحسنات بهم فلا ينبغي ردها، كما كان من خلقه ووصيّته البشاشة ومخالطة الناس بوجه طلق، بشاشة في الاستقبال، وبشاشة عند قضاء حوائج الناس، وبشاشة عند التوديع، وكان يردِّد قول العزيز الحكيم (ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك)، ويضع نصب عينيه منهج العدل، فعدل ساعة أفضل من عبادة ستين سنة، وكذلك الرحمة، إذ كان يوصي بها ويذكر قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (الراحمون يرحمهم الرحمن) و(من لا يَرْحم لا يُرحم).