لم تحُلْ المكانة العلمية المرموقة التي وصل اليها الطبيب الكندي اللبناني علي عبدالحفيظ عاكوم (53 سنة)، دون استمراره في التردّد على مسقط رأسه بلدة بسابا في الشوف اللبناني، بل حرص على ذلك إلى أقصى حدّ. وعمل عاكوم أستاذاً مدرّساً لعلوم التوليد وأمراض النساء في كلية الطب في جامعة «لافال- كيبك». ولفت الأنظار إليه مبكّراً، بل أنه كان من أوائل من نال لقب بروفسور متفرّغ مدى الحياة في الطب في مقتبل شبابه، في «مركز البحوث الجامعي الاستشفائي- كيبك». وتنوّه وثائق ذلك المركز بإنجازات عاكوم الطبيّة في الاستنساخ وعلم المناعة ومعالجة العقم عند الإناث، كما تؤكّد كونه باحثاً رائداً في فهم آليات أمراض النساء، وبطانة الرحم، إضافة إلى اكتشافه طرقاً في استعمال العلاجات المناعيّة في التعامل مع أمراض الغدد الصم. وسجّل «مركز البحوث الجامعي الاستشفائي- كيبك» لعاكوم اكتشافه أنواعاً من الاختلالات في بطانة رحم النساء، ومعالجة التعقيدات الناجمة عن الحمل خارج الرحم، مع ما تسبّبه من الآلام والعقم. وفي السنوات القليلة الماضية، اتّجهت بحوثه نحو التعمّق في علاج أمرض بطانة الرحم، ومحاولة التعرّف إلى الأسباب الجذريّة لعقم الإناث. يشار إلى ان مجمل بحوثه كانت تموّل عن طريق «مجلس بحوث العلوم الطبيعية والهندسيّة - كندا». وبلغت أخيراً قرابة 815 مليون دولار لمدة خمس سنوات، خصّصت لبحوثه عن جهاز المناعة والغدد الصم وبطانة الرحم. تألّق مهني في مستهل القرن الجاري، نوّهت مجلة «ساينس كيبك» باكتشاف فريق طبي قاده عاكوم فيروساً يزيد في حركة الرحم، ما يرشحه لحل أحد المشكلات التي تطاول 10 في المئة من النساء، وهي تتمثّل في تباطؤ حركة الرحم. وفي العام 1992، أنجز عاكوم عملاً طبيّاً رائداً في سياق اكتشاف دواء «ميكسالان» Myxalin الذي يحسّن معدل الشفاء في عمليات زراعة الأوعية الدمويّة، بل أنه قاد الفريق الطبي الذي تولى البحوث عن ذلك الدواء. وبشكل دائم، تمتّع عاكوم برصيد أكاديمي ومهني باهر على المستويين الكندي والعالمي، إذ شغل عضوية عدد من اللجان والهيئات والمؤسّسات الطبيّة والعلميّة. وشملت القائمة عضوية مجلس إدارة «جمعية التهاب بطانة الرحم العالميّة»، و»الجمعية الكنديّة للجينيكولوجي (التوليد وأمراض النساء)، و»أكاديمية العلوم» في نيويورك، و»الجمعية الأميركيّة لتقدّم العلوم» و»المجلس العلمي العالمي لبطانة الرحم». كذلك ترأّس عاكوم تحرير «مجلة بطانة الرحم»، وتولّى منصب أستاذ زائر في «مركز البحوث للصحة الإنجابيّة» في جامعة إديلايد في أستراليا، وعمل مستشارا ل «رابطة بطانة الرحم» في «جامعة ميلووكي» الأميركيّة. قدّم عاكوم مساهمات كبرى في مؤتمرات وندوات طبيّة عالميّة، ك»المؤتمر الدولي للصحة الإنجابيّة». وفي رصيده سجّل وافر من البحوث المنشورة في المجلات الطبيّة المتخصّصة، مع قرابة 300 ورقة علمية وطبيّة موثّقة. وضع عاكوم ستة فصول في كتب أكاديميّة يتعلق معظمها ببطانة الرحم واضطراباتها. خلال مسيرته الطبيّة، أحرز عاكوم 31 جائزة كنديّة ودوليّة، من «المؤتمر الدولي للصحة الإنجابيّة»، و»المجتمع الأوروبي»، و»المجلس الهندي لبحوث الصحة». وحاز «جائزة التميّز» من «الجمعية الأميركيّة للطب الإنجابي»، و»الأستاذ المتميّز» من «جامعة لافال» الكنديّة، إضافة إلى نيله درجة «رائد دولي» في معالجة أمراض بطانة الرحم وغيرها.