لأنهم كبار بالاسم، ومبدعون أداءً، ومدججون بالنجوم، وأقوياء دائماً، عندما يتنافسان في دوري أبطال أوروبا، فإن مواجهتهما حدث يهم الجميع، ولقائهما نقطة تستوقف كل محبٍ لكرة القدم. المناسبة تحضر الليلة بكل تفاصيلها الجذابة، برشلونة هنا، وميلان على الضفة الأخرى، ومجابهة تلتهب بحثاً عن بطاقة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، إذ يلتقيان في إياب ثمن النهائي منه، في معقل ميسي ورفاقه «الكامب نو». في الذهاب المواجهة لم تكن عادية، والدقائق ال90 لم تمضِ كأية مثيلة لها، فزلزال إيطالي خالص ضرب أبناء «كاتالونيا»، بلمسات غانية عبر لدغتي كيفن برينس بواتينغ وسولي مونتاري، وهي الليلة التي ضجّت فيها زوايا «سان سيرو» بصرخات فوزٍ غالٍ لجماهير «الروسينيري»، قد يكفل لهم بلوغ دور الثمانية، فالخصم ليس سهلاً، ولا يتاح ضربه في كل مناسبة والتغلب عليه مستوى ونتيجة. لا غيابات تذكر في الجانبين، سوى فقدان برشلونة لمدربه فيلانوفا منذ فترة طويلة، إضافة إلى عدم قدرة ميلان على الاستفادة من خدمات مهاجمه ماريو بالوتيلي، ولكن القائمتان الإسبانية، والإيطالية، تكتظ بأسماء يطمع بها أي فريق، وتسعد الكرة أن تتجول بين أقدامهم. هدفين لبرشلونة من دون مقابل تعني الركون إلى الأشواط الإضافية، ثلاثة أهداف نظيفة ل«البرشا» تعني وصوله إلى دور الثمانية، وهدف ميلاني واحد يعني أن مهمة أصحاب الأرض ستتعقد إلى درجة حاجتهم إلى تسجيل أربعة أهداف، معظم المتابعين يتحدث عن انتفاضة برشلونية، وتكتل دفاعي ميلاني وفرص عدة متاحة ل«الروسينيري» من أجل التأهل، ولكن ماذا عن فوز ميلان، فإنه إحدى الخيارات الممكنة في مساء «نزال العمالقة»!