أظهر استطلاع للرأي ان واحداً من بين أربعة ألمان مستعد للتصويت في الانتخابات العامة المقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل، لمصلحة حزب يريد الانسحاب من الوحدة النقدية الأوروبية، في وقت يسلط الضوء على القلق من كلفة أزمة منطقة اليورو. فيما تؤيّد الأحزاب الرئيسة في ألمانيا بقوة العملة الموحدة، على رغم التذمر من خطط إنقاذ دول مثل اليونان. لكن الاستطلاع الذي أعدّته مؤسسة «تي أن أس أمند» على مدار أسابيع لحساب مجلة «فوكاس» الأسبوعية، أظهر أن «26 في المئة من الألمان سيفكرون في تأييد حزب يريد إخراج ألمانيا من الوحدة النقدية، وأن أربعة ألمان من بين كل عشرة من الفئة العمرية بين 40 و 49 عاماً سيفعلون ذلك». «البديل لألمانيا» وأوضح رئيس «إمند» كلاوس بيتر شوبينر في تصريح الى المجلة، أن ذلك «يوحي بوجود احتمال لقيام حزب معارض جديد». وعقدت حركة جديدة مشككة في أوروبا يطلق عليها «البديل لألمانيا»، وتتألف من أكاديميين ورجال أعمال، أولى اجتماعاتها أمس في ضاحية في شمال فرانكفورت. وأعلن أستاذ الاقتصاد بيرند لوك أحد مؤسسي الحركة لمجلة «فوكاس»، عدم قلقه من أن «تتمكّن حركته من جمع ألفي توقيع مطلوبة من كل منطقة ألمانية ستشارك في انتخابات أيلول المقبل». وأنشأت حركة «البديل لألمانيا» موقعاً إلكترونياً نهاية الأسبوع الماضي، ونشرت رسالتها الأولى عبره، داعية إلى أن «نضع نهاية لهذا اليورو». ولفتت إلى أن «جمهورية ألمانيا الاتحادية تمرّ في أعمق أزمة في تاريخها». واعتبرت أن «استخدام اليورو كان خطأ قاتلاً يهدد رخاءنا». ورأى أن «الأحزاب القديمة بالية طاولها الشيب، وهي ترفض بعناد الاعتراف بخطئها وتصحيحه». وكانت أحزاب أخرى شككت في الوحدة النقدية الأوروبية من دون أن تحقق تقدماً، وأحدها حزب «الناخبون الأحرار» الذي فاز بمقاعد في برلمان ولاية بافاريا، من دون أن ينال تأييداً على مستوى ألمانيا. ويُتوقع أن تفوز المستشارة انغيلا مركل بمعظم الأصوات في انتخابات أيلول، لأسباب منها الموقف المتشدد من خطط إنقاذ دول منطقة اليورو، وإصرارها على تبنّي الدول المثقلة بالديون خطط تقشف صارمة.