استبعد مكتب التحقيقات الفيديرالية الاميركية (اف بي آي) أمس، صحة تبني زعيم «طالبان باكستان» بيعة الله محسود، المجزرة التي ارتكبها انتحاري من اصل فيتنامي قتل أول من أمس 13 شخصاً داخل مركز لمساعدة المهاجرين في ولاية نيويورك، وذلك تنفيذاً للتهديد الذي أطلقه الزعيم القبلي قبل أيام بضرب أهداف في الولاياتالمتحدة انتقاماً من الغارات الجوية الأميركية على منطقة القبائل الباكستانية، والتي تواصلت أمس بإطلاق صاروخ على مجمع سكني في إقليم شمال وزيرستان، اسفر عن مقتل 17 شخصاً بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال. وأعلن الناطق باسم «اف بي آي» ريتشارد كولكو ان «المحققين لم يعثروا على دليل يربط بين مطلق النار (في نيويورك) الذي نعتقد بأنه مختل وإرهابيين»، مؤكداً عدم قدرة محسود، على شن هجوم في الولاياتالمتحدة، علماً ان زعيم «طالبان باكستان» المتهم بتدبير اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو العام 2007، صرح بأن اثنين من رجاله «احدهما باكستاني والثاني أجنبي» نفذا الهجوم الجمعة، مشيراً الى وفاة أحدهم وفرار الثاني. والى جانب الغارة الجوية الأميركية في منطقة داتا خيل بإقليم شمال وزيرستان، شهدت باكستان أمس سلسلة من الهجمات. وفجر انتحاري نفسه أمام موقع لقوات حرس الحدود في إسلام آباد، ما أدى إلى مقتل ستة جنود. وهاجم انتحاري آخر بسيارة مفخخة نقطة تفتيش عسكرية في منطقة ميرانشاه القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن سقوط ثلاثة جنود. تزامن ذلك مع بث وسائل إعلام شريط فيديو يصوّر جلد فتاة على ايدي مسلحين من حركة «تطبيق الشريعة» في إقليم وادي سوات القبلي. لكن حكومة إقليم بيشاور التي وقعت أخيراً اتفاق سلام مع متشددي سوات، شككت في صحة الشريط، متهمة جهات محلية وخارجية بأنها وراء بثه في محاولة لإلغاء اتفاق السلام، وجر البلاد إلى مواجهات دموية. وفي خطاب ألقاه في ذكرى إعدام رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو في منطقة لاركانا، قال الرئيس آصف علي زرداري: «يروج البعض (الأميركيون) لفكرة أن باكستان ستتمزق خلال ستة شهور، وأن طالبان والقاعدة وباقي الجماعات المسلحة ستحكمها. ونقول لهؤلاء إننا لن نسمح بذلك، وسندافع عن أمن بلادنا».