«أحدث تقنيات العصر» سخرها «الجسد الأمني» لخدمة حجاج بيت الله الحرام، في منطقة مكانية محدودة وزمانية تصعب فيها السيطرة الأمنية، بلسان ينطق ب «الحق» ويد تمد «العطاء» وصدر يبدد «الخوف» وضمير لا يرضى إلا ب «العدل»، يجيد فرد عضلاته مع (المشاغبين) ويمازح (التائهين)، ويحتضن بين ذراعيه كل «المسلمين». وكان ل «رجل الأمن» مبادرات إنسانية مع حجاج بيت الله الحرام، متناسياً نجوم الفخر من على كتفيه، وظل يسابق من هم أقل منه رتبة في مساعدة حملة حجاجٍ (مرضى) قافلتهم تريد أن تصل إلى مشعر عرفات قبل مغيب الشمس، فيما يحتضن الآخر سيدة كادت أن تسقط في محيط الجمرات، وآخر لا يمانع أن تتساقط حجرات الراجمين فوق رأسه، لينعم الحجاج في محيطه بالسكينة وسط لهيب حجرات الراجمين ودور الأمن العام أسهم في نجاح الخطط التي رسمت لموسم حج هذا العام كما أكد المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في بيان صحافي سابق، والذي جعل الوضع العام في المشاعر المقدٌسة يلحظ التميٌز هذا العام. فيما أعلن قائد التوعية والإعلام بالأمن العام العقيد سامي الشويرخ في بيان صحافي سابق أن الوضع الأمني والمروري يبشر بالخير ويدعو للتفاؤل، إذ كانت حركة تنقل الحجاج ذات كثافة لكنها منتظمة وجيدة وتحت السيطرة، مفيدًا بأن نقاط المنع المحيطة بمكة واصلت طوال الأيام الماضية منع من لا يحمل تصاريح رسمية تخوّله دخول المشاعر المقدسة لأداء نسك الحج. وتقديم خدمة الأمن والأمان لأكثر من مليوني حاج في بقع محددة المساحة أمر ليس ب «الهين» كما اعتبرها الاختصاصي الاجتماعي وليد تميمي خلال حديثه إلى «الحياة»، والذي أكد على قيام رجال الأمن بدورهم بكل احترافية ومهنية. وأوضح أن ترتيب الحاجات الإنسانية لحجاج بيت الله الحرام شرط أول لدى رجال الأمن، إذ سخروا طاقاتهم لتحقيق الراحة للحجاج منذ وصولهم إلى الأراضي السعودية وحتى مغادرتهم. وقال: «إن انتشار رجال الأمن في المشاعر المقدسة بصورة مكثفة بهدف تحقيق الأمن والأمان، له تأثير على الواقع النفسي لدى الحاج، إذ يتمكن من أداء مناسك الحج براحة واطمئنان».