أطلقت «مؤسسة الفكر العربي» مشروع المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت والمرصد الإحصائي (مأرب) والتقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي (الواقع – الدلالات – التحديات)، في احتفال أقيم أمس في فندق فينيسيا في بيروت، حضره سفراء السعودية علي بن عواض العسيري ومصر أشرف حمدي والمغرب علي أومليل، وممثلا سفارتي عُمان واليمن، وممثلة وزير الاتصالات اللبناني ديانا بوغانم، ومدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي فؤاد بن فهد الذرمان، وأكاديميون وإعلاميون من لبنان والعالم العربي. تنفيذ المشروع في جناحيه الوصفي الإلكتروني تم من خلال مرصد «مأرب»، والتحليلي النقدي انطلاقاً من عيّنة غير مسبوقة في المشروعات المشابهة، وتبلغ العيّنة 20 مليوناً و451 ألفاً و84 وحدة، وتغطي الفترة الزمنية بين عامي 1995 و2011. وتسعى المؤسسة لأن يتم التحديث الدوري لهذا المحتوى الرقمي مرة كل ستة أشهر. ويُقصد بالمحتوى الذي يغطيه المرصد كل ما هو مكتوب بحروف عربية أو مسجل بأصوات عربية، أو مصوّر يُستدل على مصدره العربي. ويقدم التقرير التأسيسي رؤية تحليلية ونقدية لهذا المحتوى على شبكة الإنترنت، ووصفاً لواقعه واستخلاصاً لدلالاته، وإبراز التحديات التي تواجهه. ويتضمن وصف المحتوى: الموضوع، وقنوات النشر (مواقع – منتديات – مدونات – وسائل اتصال اجتماعي) والتطور الزمني. ويطرح تقويم المحتوى مكامن الخطر في البنية التحتية الداعمة للمحتوى الرقمي العربي، وأبرزها وجود الحاسبات الخادمة خارج نطاق العالم العربي، وهي تغطي 84 في المئة من المحتوى من مصادر مجهولة وربما غير موثوقة. ويشير التقرير الى سباق الأفراد والحكومات على إنتاج المحتوى واستهلاكه: مَن يملك ومَن يُبادر؟ وعلاقة المحتوى باقتصاد المعرفة... التكلفة مقابل العائد، وحقيقة السياسة في هذا المحتوى: أقلية فاعلة أم غالبية كاسحة؟ وهناك مناطق المجهول والميت في المحتوى العربي (ظاهرة بالونات الهواء) وصراع الثرثرة ومدى القيمة، والوصول الى المحتوى واستخدامه بين الانفتاح والتقييد: أصوات تُسمع وأخرى تتبدد، فإلى أين يذهب الجمهور؟ تحدث في الاحتفال الأمين العام للمؤسسة سليمان عبدالمنعم، وألقت زهيدة درويش جبور كلمة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مؤكدة الحاجة للنهوض بالمحتوى الرقمي العربي، لأن نسبته لا تتجاوز 3 في المئة عالمياً، في حين تبلغ نسبة مستخدمي الإنترنت العرب 14.2 في المئة أي ما يعادل 41 مليون شخص من أصل 300 مليون ناطق بالعربية. وأكد المدير الإقليمي لليونيسكو حمد الهمامي على أهمية المشروع في الربط ما بين الجوانب المعرفية والاقتصادية والتقنية ورصد المحتوى الرقمي العربي على الشبكة العالمية. وتناول مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لشركة «أرامكو» السعودية، فؤاد بن فهد الذرمان، علاقة المركز بمؤسسة الفكر العربي التي تبلورت سنة 2010 بتوقيع مذكرة تعاون، مشيراً الى أن المركز وُلد ليكون رقمياً وهو يستمد رؤيته من شركته الأم «أرامكو». واختتم الاحتفال بعرض إلكتروني لجوانب المشروع، فوصفه عماد بشير بأنه دراسة رقمية ذات منحى دلالي وهو ينفرد بمنهجية إلكترونية مع تدخل إنساني طفيف، لافتاً الى أن مؤسسة الفكر العربي تنفرد بهذا المشروع على مستوى الرصد والتقويم، وأن المبادرات اللاحقة التي تسعى الى تعزيز هذا المحتوى ستكون مدينة للمؤسسة، مذكراً بريادة جريدة «الحياة» في مجال النشر الصحافي العربي إلكترونياً العام 1988. وقال خالد الغمري وجمال غيطاس ان المشروع يرصد المحتوى الرقمي العربي في سياقاته الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والتقنية، مشيرين الى أن مشكلة المحتوى ليست مشكلة حجم فقط وإنما في كونه لا يلبي الاحتياجات المعلوماتية والمعرفية لدى المستخدم العربي، فيلجأ هذا الى محتوى بلغات أخرى، خصوصاً الإنكليزية.