أعاد الجيش العراقي، أمس، انتشاره على الحدود مع سورية، بعد أيامٍ من كمين «عكاشات» الذي أسقط عشرات الجنود السوريين، فيما أخفقت وزارة الدفاع في نصب مقر للسيطرة على عمليات المراقبة للمناطق الحدودية في منطقة سنجار بسبب خلافات مع قوات «البيشمركه» الكردية. وقال مسؤول رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب، ل «الحياة»، إن «لواءً مدرعاً انتقل إلى منفذ ربيعة العراقي، المواجه للمنفذ السوري في اليعربية، لكنه قرر التراجع إلى داخل الأراضي العراقي في محافظة نينوى». وأوضح المسؤول الأمني، الذي فضل عدم ذكره اسمه، أن «قوات عراقية تمشط المناطق الحدودية العراقية المحاذية لسورية، فيما نفذت وحدات خاصة عمليات دهم وتفتيش في القرى الحدودية بحثاً عن أشخاص يعتقد أنهم تسللوا من سورية إلى العراق». ورأى المسؤول الأمني في جهاز مكافحة الإرهاب أن «تعليمات وأوامر أمنية عليا وجهت بضرورة فرض شريط أمني صارم على الحدود، وتفيد تلك التعليمات بلزوم التعاطي الحازم مع أي حالة عبور من سورية». وشهدت محافظة نينوى (شمال) تحركات أمنية غير مسبوقة، وشوهدت عجلات عسكرية مختلفة تتجه نحو المناطق المحاذية للحدود السورية. وحاول الجيش العراقي نصب موقع للسيطرة الأمنية وإدارة العمليات الجديدة للجيش في الحدود عند منطقة سنجار. وقال مصدر أمني في المحافظة أن قرار الجيش التراجع من ربيعة إلى سنجار، التي تبعد عن الحدود بأكثر من 100 كيلومتر، يعود إلى المسافة الطويلة التي لا تستطيع نيران الجيش الحر الوصول إليها». لكن جهود وزارة الدفاع العراقية واجهت الرفض من قبل إدارة قوات «البيشمركة» الكردية، التي تعتبر «سنجار» من المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل الإقليمية. ويعد قضاء سنجار (120 كم شمال غربي الموصل) قرب الحدود مع سورية، من المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد، وتسكنه غالبية من الديانة الأيزيدية، فضلاً عن الأكراد والعرب والتركمان. وقال القيادي في «التحالف الكردستاني»، شوان محمد طه، ل «الحياة» أنه «لن نسمح أبداً للجيش العراقي التمركز في منطقة سنجار، هذا أمر لا نقاش فيه». وأوضح طه، وهو قيادي في «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، أن «الجيش العراقي يستطيع حماية ومراقبة الحدود من دون أن يتمركز في منطقة سنجار». وكان مصدر أمني أفاد بأن «قوات الأمن الكردية منعت في ساعة متأخرة الثلثاء، قوات تابعة لعمليات الجزيرة من الدخول إلى قضاء سنجار، نظراً إلى عدم التنسيق مسبقاً وأجبرتها على الرجوع». في المقابل، اكد المصدر الأمني المحلي في محافظة نينوى أن القوات العراقية تقوم حالياً بعمليات تفتيش ومراقبة بين منطقتي ربيعة والبعاج، والمدينتان تبعدان عن الحدود السورية نحو 3 كيلومترات.