وقّعت شخصيات عربية من الدول التي شهدت تحولاً سياسياً (تونس وليبيا ومصر والمغرب واليمن)، على نداء أُعد بمبادرة من لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) لمناسبة يوم المرأة العالمي، وذلك «إدراكاً منها لجسامة التحديات التي تواجهها المرأة في مسار التحول الديموقراطي في المنطقة. ويُنشر هذا النداء في الدول المذكورة اليوم وفي دولة المقر العام ل «إسكوا» (لبنان). وجاء فيه: «يحيي العالم في مثل هذا اليوم من كل عام، اليومَ العالمي للمرأة. ولهذا اليوم مغزى خاص في حاضر العالم العربي، إذ تشهد بلداننا ومجتمعاتنا تطوّرات تاريخية وحراكاً يرسم معالم جديدة للمنطقة ويسعى إلى بناء مستقبل أفضل، حيث احترام حقوق الإنسان وصون الكرامة الإنسانية، بما يعنيه ذلك من حماية للحريات الفردية وتحقيق للمساواة في المواطنة. ونحن نأمل ونعمل على أن تقود هذه التطوّرات بلداننا بعيداً من الاستبداد والديكتاتورية نحو فضاء الحرية والديموقراطية وسيادة القانون. والمرأة كانت في طليعة مسيرات الحرية والكرامة، تكافح بعزيمة وإصرار مع كثيرين جمعهم الحلم في لحظة، كما لم تُميز بينهم المعاناة في الماضي، معاناة تحملت المرأة عبئاً مضاعفاً منها، نتيجةَ التمييز في الأسرة والصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة، ونتيجة العنف الجسدي والجنسي مراتٍ كثيرة. إلا أننا اليوم، وفي خضم التطورات الإيجابية، نشهد مظاهر عنف تستهدف المرأة، تهدد سلامتها الجسدية وأمان عيشها، وتنكر عليها حقها في أن تكون عنصراً فاعلاً في ما أثبتت تصميمَها وقدرتها عليه. وقد تكون أشكال العنف هذه قديمة، لكنّ استخدامها أداةً لإعاقة مسيرة التغيير والتحول إلى الديموقراطية يبعث على الكثير من القلق. في هذا اليوم، لا يمكن إلا أن تكون قلوبنا وتفكيرنا مع النساء في فلسطين، اللائي يتعرضن لشتى أنواع الإساءة والتشريد والاقتلاع والعنف، تحت نير احتلال استيطاني إحلالي، ويبتكرن كلّ يوم أساليب يُقتدى بها في الصمود والمقاومة والتمسّك بالحق وبالحياة. ونحن الموقعين على هذا النداء، إذ نقدر للمرأة العربية شجاعتها وعزيمتها على التصدي لظاهرة العنف ضدها بجميع أشكالها، وعلى رفض الظلم، وممارسة الحق في المساءلة، ومعها شرائح واسعة من المجتمع: - ندين جميع أشكال العنف التي تستهدف المرأة وعيشها الآمن وحقها في المشاركة في جميع نواحي الحياة، باعتبارها انتهاكاً فاضحاً لأبسط المبادئ الأخلاقية والقيم الدينية، يضرب المجتمع بأسره وما ينادي به من قيم وتطلّعات للمستقبل، - ونؤكد أن هذه الانتهاكات ومظاهر العنف لا يقتصر ضررها على المرأة فحسب، بل تدين المجتمع بأسره، وتضرب مصداقية أنظمته، وتعطل طاقته على التعايش مع الطبيعة والحياة، وتعوق مسيرته في عالم يحتاج إلى طاقة جميع أبنائه وبناته في مشروع التقدم والرقي الإنساني، - ونؤكد التزامنا بحماية المرأة وجميع حقوقها الإنسانية وتوفير مساحة أمان لها لالتماس العدالة والدفاع عن موقعها ودورها كإنسان وكعنصر فاعل في المجتمع، - وندعو إلى إرساء قواعد وإجراءات واضحة تحدد المسؤولية عن أعمال العنف ضد المرأة وتحد من حالات الإفلات من المساءلة والعقاب في هذه الجرائم، - ونعلن التزامنا بالعمل على تثبيت الحق في السلامة الجسدية واحترام الكرامة الإنسانية، بصفته مبدأ أساسياً في القانون والسياسة والاجتماع والثقافة، فلا يجوز تحت أي ذريعة، أن يُنكر على أي فرد، لمجرد انتمائه إلى عرق أو لون أو جنس آخر، حقُّه في العيش الآمن والكريم، وفي التطلّع إلى مستقبل أفضل تسوده العدالة والمساواة وكرامة الإنسان. الموقعون: أبو يعرب المرزوقي، أمة العليم السوسوة، آمنة نصير، الباجي قائد سبسي، بسيمة الحقاوي، بهية الحريري، توكل كرمان، جودة عبد الخالق، الحبيب الشوباني، حمدين صباحي، حورية مشهور، حيدر أبو بكر العطاس، رباب الصدر، رشيدة بن مسعود، رمزية الإرياني، سامي براهم، سعد الدين العثماني، سلطان العتواني، سلوى بوقعيقيص، سمير ديلو، سمير مرقص، عبد القادر هلال، عبد الكريم الإرياني، عبد الله بوانو، عبد الله ساعف، عبد الله شحاتة، عبد المنعم أبو الفتوح، عبد الوهاب الأنسي، عز الدين الأصبحي، عصام شرف، علي أومليل، علي فياض، علي ناصر محمد، عمرو موسى، غسان سلامة، فتح الله ولعلو، فتحي الجربي، فريدة العلاقي، فهمي هويدي، كلوفيس مقصود، كمال عبد اللطيف، محرزية العبيدي، محمد أوجار، محمد البرادعي، محمد المخلافي، محمد المقريف، محمود جبريل، مرفت تلاوي، مصطفى بن جعفر، مصطفى الرَميد، مصطفى كامل السيد، مولاي أحمد العراقي، مية الجريبي، نادر بكار، نادر فرجاني، هاني فحص، ياسين سيد نعمان، ريما خلف.