تعهدت "حركة طالبان باكستان" السبت إرسال مقاتلين لدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية، مطالبة التنظيم المتطرف بأن يضع جانباً خلافاته مع الجماعات الجهادية الأخرى في المنطقة وخصوصاً تنظيم "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم "القاعدة". ودعا المتحدث بإسم "حركة طالبان باكستان" شهيد الله شهيد كل الجماعات الجهادية التي تقاتل في الشرق الأوسط إلى توحيد صفوفها تحقيقاً للصالح العام. وقال شهيد في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" من مكان سري إنه "منذ البدايات، منذ ما قبل ظهور الدولة الإسلامية، ونحن نساعد وندعم مجاهدي العراق وسورية"، مؤكداً أن حركته أرسلت لغاية اليوم ما بين ألف و1500 مقاتل الى العراق وسورية. وأضاف "سنستمر في إرسال المجاهدين لمساعدة مقاتلي الدولة الإسلامية، نحن ندعمهم بالكامل لأننا نعتبر أن هذا التنظيم أنشئ لخدمة الإسلام"، من دون أن يعلن مبايعة حركته للتنظيم. ويُعتبر موضوع إرسال جهاديين من باكستان للقتال في سورية حساساً بالنسبة لحكومة إسلام أباد التي تنفي بشكل قاطع وجود جهاديين باكستانيين في هذا البلد. وقبيل تصريحه ل"فرانس برس"، دعا شهيد في بيان أرسله الى الصحافيين التنظيمات الجهادية المتناحرة في العراق وسورية الى توحيد صفوفها. وقال "عليكم توحيد صفوفكم، خصوصاً عندما يكون الأعداء واقفين صفاً واحداً ضدكم"، في إشارة الى التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويشن غارات جوية على مواقع للجهاديين في العراق وسورية. وتأتي دعوة "طالبان باكستان" للتنظيمات الجهادية في العراق وسورية الى توحيد صفوفها في الوقت الذي تواجه فيه هي نفسها إنقسامات داخلية عميقة، مع نشر "جماعة الأحرار" التي انشقت حديثاً عنها، شريط فيديو يعرض فيه زعيمها عمر خالد الخراساني "التحكيم" بين "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة". وفي الشريط، يقول الخراساني باللغة العربية مخاطباً قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، "أيها القادة، إن اختلافكم يؤثر أثراً بليغاً في الأمة الإسلامية ويفجعها تفجيعا لا يشفى، ويستفيد الكفار المعاندون من تفرقكم فائدة تامة". وأضاف "في هذه الحالة المؤلمة، بقلب مفجع وعين دامعة، يقدم تحريك طالبان-جماعة الأحرار الى مجاهدي العراق والشام أن يتفقوا في ما بينهم ويكونوا كالبنيان المرصوص ضد أعداء الله، ونحن كجماعة من المجاهدين نعرض لكم الصلح (..) نحن جاهزون لأن نصلح بينكم ونختم منازعتكم". وتابع "نحن جاهزون لأن نرسل لكم وفود الصلح من باكستان الى العراق والشام ونحاول الإتصال مع قادة وأمراء" الجماعات الجهادية. يُذكر أن "جماعة الأحرار" التي يتزعمها الخراساني، انشقت عن "طالبان باكستان" التي يتزعمها مولانا فضل الله في أيلول (سبتمبر)، ومنذ ذلك الحين، يتهم كل فصيل الآخر بالخيانة.