معروف عن العرب أنهم أهل الفصاحة والبلاغة، لكن مرشحيهم لخوض المنافسة على مقعد رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، للأسف لم يبدُ عليهم حتى الآن ما يدلل على تلك الفصاحة أو البلاغة. فأحاديث السركال محورها وقاسمها المشترك، هو الشيخ أحمد الفهد والدور الذي يلعبه في هذه الانتخابات. بينما يغيب المنطق والإقناع عن خطاب المدلج في كثير من مقاطعه، فهو الرجل الذي قرر حلّ مشكلة الاثنين، بأن يجعلهما ثلاثة، وهو المرشح الذي جاء ليجعل العمل في بيت الاتحاد الآسيوي وفق الجنسية، وليس بمعيار الكفاءة أو مراعاة العامل الاقتصادي عند التوظيف، علماً بأن معظم موظفي «فيفا» أو «يويفا» سويسريون، ومعظم موظفي الكاف مصريون، فما المشكلة في أن تبقى غالبية موظفي الاتحاد الآسيوي من الماليزيين؟ أما الشيخ سلمان فأظهر بلاغة الصمت، فالرجل لم نسمع أو نقرأ عنه حتى الآن، سوى تمسكه بترشحه مع رفضه لأي حلّ توافقي، أو حتى حضور أية مناسبة أو اجتماع يُدعى إليه! وإن غابت البلاغة حتى الآن عن مرشحي العرب الثلاثة، فأتمنى ألا تغيب الحكمة عن عرب آسيا في اجتماعهم اليوم بالعاصمة الأردنية عمّان، فباب الترشح للمنصب الرفيع تم إغلاقه على مرشح الآسيان وثالوث عربي للغرب، وهنا تبرز أهمية توحيد صفّ المنطقة خلف مرشح واحد، مع الإقرار بأن حق خوض الانتخابات حق أصيل ومشروع للمترشحين الثلاثة، سواء أشاءت منطقتهم أم أبت، لكن بالطبع هناك فرق بين حق الفرد وحق ومصلحة الجماعة. مبادرة علي بن الحسين بالدعوة إلى اجتماع عمّان جاءت في وقتها، ولن ألتفت لمن يتحدثون عن تأخرها، لأن الاتحاد الآسيوي لن يعلن أسماء المرشحين الذين سيخوضون السباق إلا في الثاني من نيسان (أبريل) المقبل، وبالتالي ما زال أمامنا وقت لأن نتحاور ونتحرك وندعم. أعلم أن قيادة اجتماع اليوم عملية شاقة ومحرجة، لأن الثلاثة سلمان ويوسف وحافظ، يحظون بحب واحترام الجميع وتقديرهم، كما أن أياً منهم لن يستطيع قيادة دفة السفينة الآسيوية بمفرده، من دون عون ومساعدة الآخرين، لكن قبل القيادة هناك ربان آخر يسعى لتولي المهمة ذاتها، وهو التايلاندي واراوي ماكودي، فإذا اتحد الثلاثة في واحد، ستكون فرصة الفوز كبيرة، أما إن فشلوا، فسيكون بلا شك ماكودي هو صاحب الحظ الأوفر إذا واجه الثلاثة منقسمين. وعدم حضور الشيخ سلمان لاجتماع اليوم له أكثر من دلالة، أولها وأهمها أنه ماضٍ إلى ما عقد العزم عليه بعيداً عن رغبة دول منطقته، وبالتالي فمن المؤكد أن دول الغرب إذا ما توافقت على مرشح واحد، فلن يكون سلمان، فالتفاهم اليوم إن تمّ سيكون لمصلحة السركال أو المدلج. أتمنى أن ننتهي اليوم من صداع الترشح العربي ذي الثلاثة رؤوس، وإن كنت أشك في ذلك، فأمامنا مهمة قادمة أكبر وأهم، وهي ماذا يمكن أن يقدم مرشح الغرب لآسيا، وكيف نقنع الآسيويين بأن يقبلوا باستمرار العيش تحت راية «الخلافة العربية»! أرجوكم اتفقوا أولاً على «خليفتكم» وأعلنوا مرشحكم، وإلا سيضيف التاريخ كلمة «آخر»، إلى جانب كلمة «أول» لتسبقان اسم «محمد بن همام» الخليفة العربي الذي حكم الربوع الآسيوية لعقد في بداية القرن ال20، هكذا سيقرأ أحفاد يوسف وحافظ وسلمان! [email protected]