بدأت سويسرا تحركاً يهدف إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية، خصوصاً الاستثمارية مع قطر وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. وشكل افتتاحها مكتباً تجارياً في الدوحة خطوة على طريق تعزيز التعاون بين البلدين، واكتسب الحدث دلالاته بعد افتتاح سفارة في الدوحة عام 2012. وقال السفير السويسري في قطر مارتن أشباخير في مقابلة أجرتها معه «الحياة» إن بلاده التي ترتبط بعلاقات قوية مع قطر، تعطي أولوية لتعزيز التعاون الاستثماري. وأضاف: «نرحب بالاستثمار القطري في سويسرا، كما نولي اهتماماً بمشاركة شركات سويسرية في مشاريع قطرية». وقال: «أطلقت قطر استثمارات جيدة في سويسرا، ونأمل بأن يستثمر القطريون في الشركات الصغيرة والمتوسطة، لأن للاقتصاد السويسري محركين، أولهما الشركات الضخمة، وثانيهما الشركات الصغيرة والمتوسطة الموجودة في كثير من دول العالم». ونوه بندوة استثمارية سويسرية - قطرية عقدت في الدوحة قبل أيام بالتزامن مع افتتاح مكتب تجاري سويسري في قطر، وقال إن 20 من رجال الأعمال السويسريين زاروا الدوحة والتقوا رجال أعمال قطريين ومسؤولين في مجال الاقتصاد والاستثمار واتفق الجانبان على مواصلة اللقاءات. فرص استثمارية وشدد أشباخير على «وجود فرص استثمارية سويسرية للقطريين»، وزاد: «نرحب بالاستثمارات القطرية، لكن هذا الجانب ليس هو الاهتمام الوحيد، إذ أن أولويتنا واهتمامنا الأول يكمنان في مشاركة الشركات السويسرية في مشاريع قطرية». ولفت إلى أن « قطر استثمرت حتى الآن في فندق في العاصمة برن (عبر شركة الديار)، وهناك استثمار في فندقين آخرين أحدهما في لوزان»، مشيراً إلى أن ل «قطر القابضة» مشاركة في أحد أكبر المصارف السويسرية. وعن الصادرات السويسرية إلى قطر، قال إن «أهمها تتمثل في الساعات المرغوبة إلى درجة كبيرة»، مشيراً إلى أن صادرات بلاده إلى الدوحة والتي تشمل المجوهرات والأدوية والآلات الدقيقة، بلغت العام الماضي 400 مليون فرنك سويسري. وأكد «أن ما نستورده من قطر قليل»، مشدداً على أن «هناك فرص استثمار كبيرة في سويسرا للقطريين، وهناك مجالات لم تكتشف بعد مثل الأدوات الطبية والتنمية المستدامة الصديقة للبيئة». وقال أشباخير إن «مشاركة شركات سويسرية في مشاريع ستنفذها قطر في إطار استعداداتها لاستضافة منافسات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 هي أحد أهداف زيارة وفد رجال الأعمال السويسريين إلى قطر، مضيفاً «أننا مهتمون أيضاً بتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والاستثمارية مع دول مجلس التعاون الخليجي، والمنطقة هي إحدى مناطق العالم التي لا تعاني أزمة وتشهد نمواً، ونحن نعتبر الخليج سوقاً مهمة ولها مستقبل، خصوصاً السوق القطرية». يشار إلى أن الحكومة القطرية تولي اهتماماً بعلاقاتها بسويسرا، وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قال في حديث نشر في كتاب «أجندة 2013» الذي أصدرته السفارة السويسرية في قطر إن «الشركات السويسرية تتمتع بخبرة طويلة في إنتاج الجودة المعترف بها دولياً، ونأمل بألا تتردد في المنافسة على مشاريع التنمية الاقتصادية المطروحة في قطر، خصوصاً أن الدراسات المتعلقة بهذا الهدف انطلقت في كثير من الميادين ومنها تلك المرتبطة بتنظيم نهائيات كاس العالم لكرة القدم عام 2022، وإن تحقيق مستقبل واعد للعلاقات الاقتصادية بين البلدين يعتمد من دون شك على الجهود المبذولة من الطرفين، وهو ما نأمل بأن يتحقق بنجاح».