وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما ب «أسف» مرسوم تنفيذ اقتطاعات مالية تلقائية في الموازنة الفيديرالية قيمتها 85 بليون دولار، محمّلاً الجمهوريين مسؤولية وضعها قيد التنفيذ، على رغم تحذيره من أنها «ستضعف» الاقتصاد الأول في العالم، وتزيد «الشكوك في قدرة الديموقراطيين والجمهوريين على التوصل إلى تسوية». وتواجه الولاياتالمتحدة أزمة أخطر تتمثل في تأمين موازنة الدولة للشهور الأخيرة من 2013، والتي يفترض أن يصوت الكونغرس عليها قبل 27 الشهر الجاري، وإلا تتعطّل خدمات عامة. وقدّر صندوق النقد الدولي نسبة التأثير السلبي في نمو في طور التعافي للولايات المتحدة ب0.5 نقطة مئوية، وأعتبرت وكالة «ستاندرد أند بورز» للتصنيف الائتماني أن تأثير الاقتطاعات في الموازنة «سيكون محدوداً» على الاقتصاد «إذا لم تستمر طويلاً». وفيما شملت الاقتطاعات الأكبر وزارة الدفاع (البنتاغون) عبر خفض 46 بليون دولار من موازنتها، حذر وزير الدفاع تشاك هاغل من أن الإجراء «يهدد قدرة البنتاغون على تنفيذ مهماته في شكل ملائم». ووقع أوباما، بموجب قانون ملزم، مرسوم الاقتطاعات الممتد حتى 30 أيلول (سبتمبر) المقبل، وقال: «الاقتطاعات غبية، لكنني رئيس ولست ديكتاتوراً». وكان يشير بذلك إلى تعذر إرغام قادة في الكونغرس على تبديل موقفهم. وأضاف أوباما بعد لقائه زعماء كتل الكونغرس، في أول اجتماع بين الجانبين منذ بدء الأزمة السياسية المالية الجديدة: «في غياب قرار للرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر وآخرين يضع مصالح عائلات الطبقة الوسطى فوق الاعتبارات السياسية، ستدخل الاقتطاعات حيز التنفيذ». وكان باينر أصرّ خلال لقائه الرئيس الأميركي على رفض زيادة الضرائب على أصحاب الدخل المرتفع، وقال لدى مغادرته البيت الأبيض: «المفاوضات حول الإيرادات انتهت، ويجب أن نركز على مشكلة النفقات»، علماً أن الديون المترتبة على الولاياتالمتحدة تتجاوز 16 ألف بليون دولار. وبعدما خفضت الاقتطاعات موازنة البنتاغون بنسبة 8 في المئة، قال هاغل أن «هذه الأجواء المضطربة تهدد قدرتنا على تنفيذ كل مهماتنا بفاعلية». وأوضح أن «سلاح البحرية سيضطر إلى منع تحليق مئات من طائراته بدءاً من نيسان (أبريل)، في حين سيُضطر سلاح الجو إلى خفض ساعات الطيران، وسلاح البر إلى الحد من تدريبات مقررة لوحداته، باستثناء تلك التي من المقرر إرسالها إلى أفغانستان». وتابع: «في وقت لاحق من الشهر الجاري، سأبلغ حوالى 800 ألف موظف مدني أنهم سيوضعون في بطالة جزئية بمعدل يوم أسبوعياً، ما سيخفض رواتبهم بنسبة 20 في المئة». لكن هاغل بدا متفائلاً بانتهاء الأزمة قريباً، وقال: «أثق بأن الجمهوريين والديموقراطيين سيتوافقون سريعاً على إنهاء العمل بالاقتطاعات». وفي القدسالمحتلة ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية امس انه بعد خفض الانفاق الدفاعي وغير الدفاعي في الولاياتالمتحدة ستخسر اسرائيل 500 مليون دولار من المساعدات الاميركية، بما في ذلك المساعدات العسكرية الهادفة الى تطوير البطاريات المضادة للصواريخ. في لندن، أعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أن القوات المسلحة البريطانية قد تواجه خفضاً إضافياً في الإنفاق يستمر بعد الانتخابات العامة المقررة عام 2015 «لكنه لن يبلغ حد تهديد قدراتنا العسكرية بالتآكل». وقال ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) خلال زيارته النروج لمتابعة تدريبات تجريها مشاة البحرية الملكية: «من واجبي كوزير للدفاع حماية القوات المسلحة البريطانية التي تعمل لحماية بلدنا. أتفهم التحديات التي يواجهها وزير الخزانة، وضرورة مواصلته خفض الإنفاق لتعزيز الموازنة العامة، ولكن يجب أن ننظر بمدى أوسع في الوزارات إلى كيفية يمكن تنفيذ هذه التخفيضات في الإنفاق وليس حصرها بعدد من الوزارات».