انطلقت المنافسة بين الأحزاب والكتل والشخصيات السياسية في العراق على 447 مقعداً في الانتخابات المحلية، باستثناء محافظات إقليم كردستان الثلاث، وسط مخاوف من استغلال المال العام. وبدأت أول من امس الحملات الانتخابية، التي يشارك فيها 8100 مرشح وتستمر خمسين يوماً، إلى اليوم الذي يسبق الاقتراع في 20 الشهر المقبل، فيما شهدت بغداد وباقي المحافظات انتشار الملصقات الانتخابية والصور الخاصة بالائتلافات والشخصيات المرشحة في تقاطعات الشوارع والأماكن المزدحمة. وقال رئيس الإدارة الانتخابية مقداد الشريفي ل «الحياة» امس، إن «مجلس المفوضين صادَقَ على أسماء المرشحين المشاركين في انتخاب مجالس المحافظات غير المنتظمة في إقليم، والمقرر إجراؤها في 20 الشهر المقبل»، موضحاً أن عدد المتنافسين 8100 مرشح. وعن عدد المرشحين الذي حرموا من المشاركة بسبب شمولهم بإجراءات اجتثاث حزب البعث، أوضح الشريفي أن «العدد لم يتم إحصاؤه، لأن بعض هؤلاء قدم طعوناً وقُبل بعضها، وما زال عدد منها قيد الدرس». وعن الخروقات التي يمكن أن تحدث، قال إن «المفوضية عينت فرقاً لمراقبة الحملات الانتخابية ومدى تطابقها مع الضوابط، ولفرض عقوبات مالية على المخالفين». ويشارك في الانتخابات 265 كياناً سياسياً و50 ائتلافاً، نصفها على الأقل تمثل الأحزاب، وأعلن المجلس الأعلى امس تشكيل ائتلاف «المواطن»، الذي ضم 22 كياناً سياسياً، بينها زعيم المؤتمر الوطني احمد الجلبي ووزير الداخلية السابق جواد البولاني، للمشاركة في الانتخابات في بغداد ومحافظات الجنوب التسع. ووزعت منشورات عند تقاطع الشوارع والأماكن المزدحمة، وألصقت الشعارات والصور الخاصة بالائتلافات والشخصيات، وتضمن الكثير من اللافتات الانتخابية عباراتٍ تشير الى تغير الوضع الخدمي وإصلاح الوضع السياسي، فيما لجأ مرشحون إلى الدعاية لأنفسهم من خلال جولات على الأحياء. إلى ذلك، حذر المرجع الديني آية الله بشير النجفي المرشحين من استغلال المال العام في حملاتهم وإعطاء الوعود الكاذبة للناخبين، ودعا إلى «المشاركة الواسعة في الانتخابات وعدم دعم الجهات التي لديها وزراء مقصرون او فاسدون، مشدداً على أن بيعهم أصواتنا «حرام». وقال النجفي في بيان امس: «ندعو المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة»، مبيناً أن «عدم المشاركة تسمح للسيئين بالاستمرار وصعود الفاسدين»، ودعا إلى «البحث عن الكفوء والنزيه والأمين المتواصل مع الناس والأمين على كرامة المواطنين وأموالهم»، مشدداً على أن «صوت المواطن أمانة بيده، بيعها ينشر الفساد في أروقة الحكومة، وهذا حرام». وحذر الناخبين من «الانخداع بالوعود الآنية الفارغة ومن الوجوه المشبوهة المتملقة». وأكد أن «استغلال المال العام للدعاية الشخصية والحزبية وشراء الأصوات جريمة، كذلك إعطاء وعود غير حقيقية للناس». وكان ممثل المرجع الديني آية الله علي السيستاني دعا أول من امس المرشحين إلى «الابتعاد عن الوعود الكاذبة وعدم مخالفة الضوابط الانتخابية. وعلى رغم بدء الحملة الدعائية للانتخابات المحلية، إلا أن المخاوف من احتمال تأجيلها قائمة، في ظل الأزمة السياسية والتظاهرات المناهضة للحكومة في المدن والمحافظات السنية . وجرت انتخابات مجالس المحافظات الماضية عام 2009 في 14 محافظة، باستثناء كركوك وإقليم كردستان، وشهدت حينها تغييرات في الخريطة السياسية للحكومات المحلية، أبرزها صعود «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي في خمس محافظات، فيما تراجع رصيد قوى أخرى، ك «المجلس الاعلى» و «تيار الصدر» و «حزب الفضيلة».