تفوقت الجامايكية شيلي آن فرايزر بقامتها "المربوعة" على مواطنتها كيرون ستيورات المنافسة على جائزة المليون دولار في "دوري الذهب"، حاصدة ذهبية سباق ال100م في بطولة العالم ال12 لألعاب القوى المقامة في برلين، مضيفة اللقب العالمي الى اللقب الأولمبي الذي فاجأت الجميع به في بكين. و"ميّزت" آن فرايزر (22 سنة) إنتصارها البرليني بمعادلتها ثالث أفضل رقم في تاريخ السباق (10.73ثانية) المسجل باسم الفرنسية كريستين آرون، بفارق 0.03 ث عن رقم ماريون جونز، علماً أن رقمها الشخصي كان يبلغ 10.88ث. كما حققت رابع أفضل ردة فعل في التاريخ (عند الإنطلاق). وتفوقت آن فرايزر بفضل تماسكها في المنافسة منذ الإنطلاق، ما رجّح كفتها أمام ستيورات التي عانت من إنطلاقة سيئة وبذلت مجهوداً استثنائياً لتقترب من مواطنتها، حتى أنها كادت تتجاوزها في الأمتار الأخيرة (10.75ث)، مع الإشارة الى أن صور السباق كشفت دوس ستيورات في حارة فرايزر، وهي "مخالفة" قد تجيّر الميدالية الفضية الى الأميركية كارميليتا جيتر (10.90ث). آن فرايزر أو "الصغيرة المبتسمة دائماً" التي أسهمت في فوز فريق جامايكا في فضية سباق البدل 4 مرات 100م في بطولة العالم قبل عامين في أوساكا، بدت غير مصدقة إنجازها ولم تبخل في الإجابة على أي صحافي إستصرحها. وللمفارقة، فإن البطلة ذات العينين المشعتين كانت في عداد المجموعة بقيادة المدرب ستيفن فرانسيس (فريق أم في بي) التي أعلن الاتحاد الجامايكي لألعاب القوى سحبها من المنافسة، وتضم آسافا باول حامل الرقم القياسي العالمي السابق في ال100م وثالث بطوبة برلين، بحجة عدم إلتحاقها بمعسكر المنتخب في ألمانيا، وأدى تدخّل الاتحاد الدولي الى رأب الصدع في اللحظة الأخيرة. وتدين آن فرايزر بالكثير الى فرانسيس "الذي تولّى تدريبي منذ عام 2006 وعوّدني على التركيز المطلوب خلال المنافسات". وتأثرت بوالدتها ماكين سيمبسون عداءة السرعة السابقة وبطلة الوثب الطويل. وحصدت أولى إنتصاراتها في سن العاشرة "كانت ميدالية مدرسية" خلال المرحلة الإبتدائية في مدرسة جورج هارلي في واترهاوس (50 كلم شمال كينغستون). وهي اليوم طالبة في جامعة العاصمة للتكنولوجيا، وطموحها أن تجعل بلادها سعيدة دائماً. بعد 30 عاماً قد تكون الروسية بطلة القفز بالزانة يلينا ايسينباييفا حاملة الرقم القياسي العالمي (5.05م) مخطئة في تقديراتها وتوقيت تصديها لمحاولات المسابقة في برلين، ما كلفها التنازل عن القمة التي تصدرتها منذ عام 2004 وتتويجها باللقب الأولمبي في أثينا. لكن آنا روغوفسكا التي جرّدت "الملكة" من لقبها، أضحت أول بولندية تصيب ذهباً في بطولة العالم منذ فوز واندا بافيل بسباق الماراثون عام 1991 في طوكيو. وهي أحيت تقليداً وطنياً في هذه المسابقة العريقة من رموزه تادرس سلوزراسكي بطل دورة مونتريال الأولمبية عام 1976 وثاني دورة موسكو عام 1980 خلف مواطنه "الشهير" فلاديسلاف كوزاكوفيتش. لكنها تفاجأت بتغلبها مجدداً على ايسينباييفا (فازت في لقاء لندن أواخر تموز/يوليو الماضي)، مثلما صدمت البطلة الروسية وبكت ألماً وحسرة. حينها تعرّضت ايسينباييفا (26 رقماً عالمياً) لخسارتها الأولى في 19 لقاء. وقارن محللون بين موسمها الباهت هذه السنة على رغم مواصلتها السباق على جائزة المليون دولار في "دوري الذهب"، وموسم بطلة الوثب العالي الكرواتية بلانكا فلاسيتش العام الماضي، الذي "انتكس" في بكين ثم في نهائي دوري الذهب في بروكسل. وكانت روغوفسكا (رقمها الشخصي 4.83م) تحلم بميدالية ذهبية عالمية منذ بروز مواطنتها وصديقتها مونيكا بيريك، ثانية برلين بالتساوي مع الأميركية تشلسي جونسون. وسبق أن حلت ثالثة في دورة بكين الأولمبية وثانية في بطولة العالم للقاعات عام 2006. وإنطلقت روغوفسكا في "أم الألعاب" عبر خوضها سباقات الحواجز فبل أن تتحول الى "الطيران والتحليق"، مستمدة من مدربيها ليشلك كليما وياشيك تورلنسكي (زوجها) وطبيبها الخاص عزيمة لا تلين "لأنهم يواكبونني لحظة بلحظة". تكتيك الإنقضاض ومن تابع اللفة الأخيرة لسباق ال10 آلاف م، ظن أن الفائز الأثيوبي كينينيسا بيكيلي يجري سباقاً لل800م، وذلك بعدما إنقض على المتصدّر على الإريتري زيرسيناي تاديس، و"طار" نحو خطّ النهاية مسجلاً رقماً جديداً للبطولة (26.46.31دقيقة) ناسخاً رقمه السابق (26.49.56د) الذي سجله عام 2003 في باريس. ما حدا بأحد الصحافيين ليسأله عن إمكان تحديه الجامايكي أوساين بطل السرعة وأرقامها القياسية، فأجاب: "أنا جاهز لهذه المواجهة وللفوز فيها". حصد بيكيلي ميداليته الذهبية ال23 في بطولات العالم، وإحتفظ للمرة الرابعة بلقب ال10 آلاف م على غرار مواطنه و"مثاله الأعلى" هايله جبريسيسلاسي (من 1993 الى 1999). وهو مؤهل لتجاوزه بتحقيقه لقب خامس عام 2011 في مدينة ديجو الكورية الجنوبية. وكان بيكيلي غاب عن موسم سباقات القاعات بسبب تعرضة لاصابة في بقدمه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لكنه إستعاد لياقته وطاقته الكبيرة وعزف على منوال الانتصارات في "دوري الذهب"، وعينه الآن على لقب ال5 آلاف م في برلين، "طبعاً أعمل بكدّ لذلك كما أفعل دائماً. أنا لا أجزم الفوز لكني أخوض تدريبات شاقة لأترجم طموحاتي ميدانياً".