كشف كلايف بالمر، المستثمر الأسترالي في مجال التعدين، تصميم «تيتانيك 2» وهي نسخة حديثة من سفينة «تيتانيك» التي غرقت عام 1912، لكنه لم يصل إلى حد وصفها ب «السفينة التي لا تغرق» كما أعلنت الشركة المشغّلة في ذلك الزمن عن السفينة التي انشطرت وغرقت اثر اصطدامها بجبل جليدي. وقال بالمر في نيويورك إن السفينة الجديدة ستصنع بوحي من تصميم السفينة الأصلية وديكورها حدّ التطابق تقريباً، لكن مع إدخال تعديلات تتماشى وقواعد السلامة الراهنة، إلى جانب بعض سبل الراحة الحديثة مثل مكيّفات الهواء والإنترنت اللاسلكي. وأضاف: «سيكون لها التصميم ذاته لكن التصنيع مختلف. سيجري لحام جسم السفينة، بدلاً من ربط الأجزاء بالمسامير على سبيل المثال. التشغيل لن يكون بكمية كبيرة من الفحم بل بالديزل والكهرباء. ستكون هناك ثلاث مراوح دفع لأن ذلك كان جزءاً من السفينة الأصلية، لكن سيكون هناك سطح إضافي، ما يعني أن الجسر سيكون أعلى ويمكن أن نرى مقدّم السفينة». وأضاف: «بالطبع ستكون هناك قوارب إنقاذ آمنة، يمكنها أن تبحر في أنحاء العالم بوصفها سفناً صغيرة. لكننا بالطبع نتيح تجربة مماثلة لتجربة عام 1912». وقال بالمر إن الشجاعة والتضحية يخطران في باله عندما يفكر في «تيتانيك» الأصلية، وأنه يحب أن تكون «تيتانيك 2» مصدر إلهام للاحترام والعطف كما كانت السفينة الأصلية. وخلال مؤتمر صحافي، رفض الكشف عن كلفة المشروع. وقدّرت مجلة «فوربز» ثروة بالمر ب795 مليون دولار عام 2012، إلا أنه يصف نفسه ب «البليونير». وذكر بالمر أن «تيتانيك 2» ستصنع في حوض «سي أس سي جينلينغ» لبناء السفن الذي تملكه الحكومة الصينية، والذي يصنع أربع سفن لنقل المعادن الخام لصالح مشاريع التعدين الخاصة به. وقال إنه يأمل في بدء البناء خلال العام الحالي، وأن تنطلق الرحلة الأولى في المحيط الأطلسي مثل السفينة الأصلية، عام 2016. وفي حين أعلنت شركة «وايت ستار لاين»، المشغلة للسفينة الأصلية في ذلك الحين، أن «تيتانيك» صُممت لكي لا تغرق، فإن نحو 1500 شخص غرقوا خلال أولى رحلاتها من ساوثامبتون في جنوب إنكلترا إلى نيويورك. ورفض بالمر تكرار العبارة الشهيرة، قائلاً: «أي شيء يمكن أن يغرق إذا حدثت فيه فجوة». وعلى عكس «تيتانيك» الأصلية، ستتسع قوارب الإنقاذ في «تيتانيك 2» لكل شخص على متن السفينة، وسيكون فيها سلالم للطوارئ. وتشير التصميمات أيضاً إلى أنه سيكون هناك 18 قارب إنقاذ يمكن لكل منها أن يتسع لنحو 250 شخصاً. وستكون سفينة رحلات فاخرة، فيها «كازينو» ومسرح ومستشفى حديث، وسيجد الركاب أزياء على طراز 1912 في غرفهم، إذا رغبوا في ارتدائها والتظاهر بالعيش في عصر انقضى. في حين لم تعلن أسعار التذاكر بعد. وقالت هيلين بنزيغر، حفيدة مارغريت براون التي نجت من السفينة «تيتانيك» واشتهرت باسم مولي براون، إن «تيتانيك 2» ستخلّد ذكرى ركاب السفينة الأصلية. وأضافت السيدة التي انضمت إلى المجلس الاستشاري للمشروع: «أرى أنها تكريم لمن مات وكذلك من نجا. كثيرون لا يدركون ما مر به الناجون الذين ما انفكوا يشعرون بالذنب. أعلم أن يوماً لم يمرّ على جدتي الكبرى من دون أن تعيش مجدداً ما مرت به في الحادث، وكانت تقول للعائلة إن أسوأ صوت سمعته على الإطلاق هو صوت الصرخات... إلى أن توقفت».