تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في محيط الجامع الأموي الكبير في حلب، ومعارك في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي، أحد آخر معاقل القوات النظامية في المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان إن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة في محيط الجامع الأموي الكبير في حلب، وتسمع أصوات إطلاق الرصاص والانفجارات في المنطقة». وأفاد بأن الاشتباكات مستمرة بعنف لليوم الثالث على التوالي في محيط أكاديمية الشرطة في خان العسل، مشيراً إلى أن مقاتلي المعارضة سيطروا على مبنى كانت القوات النظامية تتخذ منه مركزاً في شركة الكيبلات. وقال المرصد إن المعارك في المنطقة أسفرت خلال 48 ساعة عن مقتل ما لا يقل عن 29 مقاتلاً معارضاً، و45 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. ويقصف الطيران الحربي السوري مواقع المقاتلين المعارضين في محيط أكاديمية الشرطة. في الوقت نفسه، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مناطق عدة في محافظات ريف دمشق ودير الزور والرقة وإدلب ودرعا. وفي دمشق، قتل ستة مقاتلين معارضين في سقوط قذائف على حي جوبر شرق المدينة بعد منتصف ليل الإثنين - الثلثاء. وكان انتحاري فجر نفسه ليل الاثنين في حي القابون في المنطقة نفسها بالقرب من حاجز عسكري، ما تسبب بمقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية وإصابة آخرين بجروح، وفق المرصد. وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان أمس إن الجيش السوري صعد هجماته بالصواريخ الباليستية على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون وإنه شن أربع هجمات في شمال البلاد الأسبوع الماضي قتلت أكثر من 141 شخصاً من بينهم 71 طفلاً. وقال أولي سولفانغ الباحث في حالات الطوارئ في المنظمة ومقرها في نيويورك «زرت عدداً من مواقع الهجمات في سورية لكنني لم أر قط مثل هذا الدمار». وأضاف سولفانغ الذي تفقد المناطق الأربع «بمجرد أن نظن أن الأمور بلغت من السوء مداها نفاجأ بأن الحكومة السورية وجدت وسائل لتصعيد أساليب القتل». ومع اقتراب الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد من نهاية العام الثاني تستخدم القوات المسلحة السورية الدبابات والمدفعية والقوة الجوية في هجمات على مناطق سكنية في الصراع من أجل السيطرة على المدن الرئيسة. وذكرت «هيومن رايتس ووتش» في بيان أنه ما من شيء يشير إلى وجود مقاتلين أو قواعد للمعارضة في المناطق التي تعرضت لهجمات بصواريخ باليستية وأنه لم يكن فيها سوى مدنيين. وقالت إن كل ضربة دمرت ما بين 15 و20 منزلاً وإن العدد الإجمالي للقتلى ربما كان أعلى من العدد الذي تمكنت من رصده فعلياً وهو 141 قتيلاً. وقال سولفانغ «استخدام صواريخ باليستية لمهاجمة الشعب يمثل مستوى متدنياً جديداً حتى بالنسبة لهذه الحكومة». وتقع ثلاث من المناطق التي قصفت في جزء شرقي من حلب تسيطر عليه المعارضة. وكانت قوات المعارضة استحوذت على نصف المدينة في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) قبل أن تجعل هجمات الجيش الوضع غير واضح. وأطلق الصاروخ الرابع على بلدة تل رفعت إلى الشمال من حلب. ونقل البيان عن أحد سكان حي أرض الحمرا في حلب الذي ضرب يوم 22 شباط (فبراير) قوله «كنت أحتسي الشاي في المساء مع أخي في منزله كما تعودت كل مساء. وبعدما غادرت المنزل في الساعة 9.15 مساء أضيئت السماء بوهج هائل وبدا وكأنما شيء قد شفط الهواء بالكامل. كان انفجاراً يصم الآذان». وأردف «عندما هرولت عائداً إلى منزل أخي وجدته قد انهار. تمكنا من العثور على خمسة من أبنائه وبناته تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و17 سنة. ماتوا كلهم تحت الأنقاض. ولم نعثر على أخي بعد». وتقول «هيومن رايتس ووتش» إن حجم الأضرار التي نجمت عن ضربة واحدة وغياب أية طائرات عن المنطقة في ذلك الوقت وتقارير الناشطين عن إطلاق صواريخ من قاعدة عسكرية قرب دمشق أمور تشير بشدة إلى أن القوات الحكومية قصفت هذه المناطق بصواريخ باليستية. غير أن المنظمة لم تعثر على بقايا صواريخ في مواقع الهجمات لذا، تعذر تحديد الأسلحة المستخدمة بدقة. وقال حلف شمال الأطلسي في كانون الأول (ديسمبر) إن قوات الأسد أطلقت صواريخ من نوع «سكود» مرات عدة. وأحصى ناشطو المعارضة أكثر من 30 هجوماً بصواريخ باليستية منذ كانون الأول. وسقط عدد كبير منها في حقول من دون أن تلحق أذى بأحد.