تحت إشراف «وكالة الفضاء والطيران الأميركية» (ناسا)، تجري مؤسسة «ديفي فيرست» Defi First العالمية مباراة رياضية دولية بين روبوتات يشارك في صنعها قرابة 52 ألف تلميذ تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة، يأتون من 2600 مدرسة ابتدائية ومتوسطة. وتتنافس هذه الروبوتات ضمن بطولة رياضية بهدف اختيار أفضل روبوت لعام 2013. وتستضيف مدينة «سانت لويس» بولاية ميسوري الأميركية، هذه المسابقة يومي 24 و26 نيسان (أبريل) المقبل. وتحدّد مسابقة «ديفي فيرست» بعض المواصفات الفنية والتقنية التي ينبغي أن تتوافر في الروبوت كي يدخل منافستها. وتشمل هذه المواصفات فرادة التصميم والتميّز في التكنولوجيا والدقة في التصويب على الأهداف، إضافة إلى السرعة والمهارة في الأداء وغيرها. وتواكب المباراة النهائية مظاهر احتفالية وتغطية إعلامية واسعة. وتختتم بتوزيع جوائز تقديرية ومالية، على الفرق الفائزة. ويشار إلى أن أول محاولة لإشراك الطلاب في تركيب الروبوتات أجريت عام 1989 في أحد معاهد ولاية «نيوهامشاير» الأميركية. وفي كندا، تأسّست أول مدرسة مماثلة في عام 2010 بدعم تكنولوجي من شركة «بومبارديه» في مقاطعة كيبك. تعميم ثقافة الروبوت وفي سياق التحضير لهذه المسابقة، تتولى مؤسسة «فيرست كيبك»، وهي جمعية أهلية غير ربحية معنيّة بتقدّم العلوم والتكنولوجيا، الإشراف على مشاركة 32 مدرسة، تضم قرابة ألف طالب وطالبة، في تركيب روبوتات تستطيع أن تمارس لعبة «فريسبي» (الصحون الطائرة) الشائعة في القارة الأميركية الشمالية. وتوزّع «فيرست كيبك» هؤلاء الطلاب على ورش عمل متنوّعة. وتتعهد إعدادهم وتزويدهم بالمعلومات والتجهيزات الفنيّة، وما يحتاجونه من قطع ومعدات وآلات وأجهزة إلكترونية. وكذلك تضع هذه المؤسسة في خدمتهم، فنيّين وتقنيّين مختصّين في الكهرباء والميكانيك والبرمجة والكومبيوتر والاتصالات وغيرها. ويُفترض أن تنتهي كل مدرسة من بناء الروبوت الخاص بها، ضمن مهلة لا تتعدى ستة أسابيع. وبعد إجراء اختبارات متنوّعة على تلك الروبوتات، تنعقد منافسة بينها يومي 14 و16 آذار (مارس) المقبل على أحد ملاعب مونتريال. وبذا، يجرى اختيار الروبوت الأفضل فنيّاً وتقنياً. ثم يُرشّح للاشتراك في المسابقة العالمية. وتعقد «فيرست كيبك» لهذه الغاية مهرجاناً تعرض فيه مجموعة من الروبوتات المدرسيّة. ووفق فرانسوا غي، وهو منظّم المهرجان، تشمل تصاميم هذه الروبوتات، قاعدة حديداً تتحرك على أربع دواليب في جميع الاتجاهات، كما يعلوها مخزن لتجميع «الصحون الطائرة» التي يلتقطها ذراعان آليان في الروبوت الذي يتولى إطلاقها صوب أهداف محددة. في السياق عينه، أوضح غبريال بران لوبيز الناطق الرسمي باسم مؤسسة «فيرست كيبك» أن المشروع يرمي إلى تحقيق أهداف تربوية وعلمية واجتماعية واقتصادية، إذ «يثير الروبوت حشرية علمية لدى الطلاب، ويعرّفهم إلى تكنولوجيا الروبوت ووظائفه وأسراره، ويكسبهم خبرة مهنية وفنية، ويفتح أمامهم آفاقاً معرفية وعلمية وتكنولوجية واسعة». وبيّن بران أن الاهتمام بالروبوت «يساهم في مكافحة ظاهرتي الرسوب المدرسي والتسرّب المبكّر، كما يحول دون تداعياتهما الاجتماعية والاقتصادية والنفسية». وأعرب عن قناعته بأن ثقافة الروبوت «تنمي في نفوس الطلاب روح الخلق والإبداع والقيادة والمنافسة والعمل الجماعي المنظّم». وخلص بران إلى أن ثقافة الروبوت «تمهّد لظهور جيل من الأيدي الفنيّة الماهرة التي تساهم في سدّ حاجات سوق العمل ومشروعات التنمية والتصنيع»، لافتاً إلى أن تعميم هذه الثقافة وإدخال علوم الروبوت في صلب المناهج التعليمية، «باتا من أبرز ملامح القرن 21».