تغذي 8 آلاف برادة و733 صنبوراً من ماء زمزم عدداً من المواقع داخل المسجد الحرام، إذ تتم تعبئتها بصفة مستمرة وتبريدها بالثلج المصنوع من مياه زمزم في مصنع خاص ليشرب منها الحجاج والمعتمرون. وبدأت قصة ماء زمزم عندما أسكن سيدنا إبراهيم عليه السلام ذريته بوادٍ غير ذي زرع بجانب البيت الحرام، حين ترك ولده إسماعيل وزوجته هاجر في مكةالمكرمة وعاد. فلما فرغ التمر والماء لديهم عطش الطفل إسماعيل، وأوشك على الموت، فجعلت أمه هاجر تسعى من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا، لترى أحداً حتى سمعت صوتاً عند خد الصبي، فجعلت تغرف بيدها وتجعل في القربة، قال صلى الله عليه وسلم: «لو تركته لكان عيناً أو قال: نهراً معيناً». وبعد تكاثر القبائل في مكةالمكرمة فإن بئر زمزم جفت، وقيل إنها دفنت، وتطورت مدينة مكة وأصبحت مدينة كبرى لموقعها الجغرافي ووجود الكعبة المشرفة، ثم ظهر ماء زمزم مرة أخرى على يد عبدالمطلب بن هاشم، حين قام بحفر البئر بعد رؤيا رآها في المنام. وظهر بئر زمزم من جديد، وظل عبدالمطلب بن هاشم يسقي الحجاج، وكانت له إبل كثيرة، فإذا جاء الموسم جمعها، ثم سقي لبنها بالعسل في حوض من أدم عند زمزم، ويشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم، ويسقيه الحجاج، لأنه يكسر غلظ ماء زمزم. وبعد وفاته قام بأمر السقاية العباس بن عبدالمطلب، حتى دخل رسول الله مكة يوم الفتح، فقبض السقاية من العباس بن عبدالمطلب والحجابة من عثمان بن طلحة، فقام العباس بن عبدالمطلب فبسط يده، وقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجمع لي الحجابة والسقاية، فقام النبي بين عضادتي الباب (أي باب الكعبة)، فقال: «ألا أن كل دم أو مال أو مأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدميّ هاتين، إلا سقاية الحجاج وسدانة الكعبة فإني قد أمضيتها لأهلها على ما كانت عليه في الجاهلية، فقبضها العباس فكانت فيه. وفي حجة الوداع ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بئر زمزم، وكان ينزع الماء من البئر، ويصب في أحواض عدة، إذ كانت توجد قبتان، الأولى على البئر، ويليها قبة الشراب المنسوبة إلى العباس رضي الله عنه، وكان يجعل فيها قلالاً يسمونها (الدوارق)، وكل دورق له مقبض واحد ويترك بها الزمزم ليبرد فيشربه الناس.