حذر عدد من خبراء الاقتصاد والمال الألمان من هزة ثانية في القطاع المصرفي المحلي، تصيب هذه المرة المصارف المحلية الشعبية التي تعرف باسم «شباركاسِّن» و «فولكسبنكن»، التي يدَّخر فيها العمال والموظفون والشركات الصغيرة والمتوسطة. ويأتي التحذير المفاجئ بعد الإعلان الرسمي، قبل أيام عن خروج الاقتصاد الألماني في الربع الثاني من السنة الجارية من ركوده المستمر للمرة الأولى منذ سنة، بسبب أزمة المال العالمية. وفي الوقت ذاته، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل بشدة ما سمته «عودة الغطرسة والتكبّر» إلى كبار العاملين في القطاع المالي المحلي والدولي، على رغم استمرار الأزمة. وقالت في حلقة نقاش سياسية لمناسبة بدء الحملة الانتخابية في البلاد التي ستنتهي في 27 من الشهر المقبل: « كلما شعر العاملون في الأسواق المالية باستعادة قوتهم، كلما تسللت الغطرسة إليهم من جديد، وهذا امر يقلقني». وشددت على أن هدفها يبقى وضع نظم دولية «تحرر الحكومات من قدرة الابتزاز» التي يمارسها هؤلاء. وكشفت أنه سيكون على الحكومات ال معنية في العالم العمل في الشهور المقبلة لمنع حصول نقص أشد في تأمين القروض المصرفية إلى الشركات والزبائن. وقال الخبير في معهد العمل والاقتصاد في بريمن، رودولف هيكيل، إن الأزمة التي تعاني منها الطبقة الوسطى والشركات الصغيرة والمتوسطة، التي استدانت من دون القدرة على السداد، ستعود بالوبال على المصارف. وحذَّر كبير خبراء شركة «أليانس» الضخمة ميشائيل هايزه، المسؤولين من تقليل شأن إعلان عدد متزايد من الشركات الألمانية إفلاسها، محذراً من «إن ثقل عمليات الإفلاس والعجز عن تسديد القروض المستدانة، سيضغط في اتجاه تفجير هزة مصرفية ثانية في البلاد». الا انه لفت إلى إن التداعيات لن تكون في حجم الهزة المصرفية الأولى، لأن المصارف والمؤسسات المالية أصبحت في رأيه، بعد التجربة المرَّة التي مرت بها، أكثر استعداداً وتحوطاً للأخطار التي يمكن أن تواجهها مستقبلاً. وأضاف: «أن الحماية التي تؤمنها الحكومة منذ سنة للقطاع المصرفي من خلال خطة الإنقاذ المالية، ستمنع بدورها حصول تداعيات غير مضبوطة النتائج». وسبق لرئيس المصرف المركزي الألماني أكسل فيبر، أن حذّرَ بدوره من حصول مشاكل مالية بسبب عدم قدرة مستدينين على تسديد قروضهم، بسبب ارتفاع عدد الشركات الألمانية والمواطنين العاديين الذين اعلنوا افلاسهم. ونبَّه إلى أن المصارف الكبيرة والمصارف الشعبية «لم تخرج بعد من النفق».