على خلاف ما تردد، لم يبادر أعضاء الفرقة الإسلامية، «بوكو حرام»، الى شن هجوم على قوات الأمن النيجيرية النظامية. فالهجوم الذي انتهى بمقتل زعيم الفرقة شنّته قوات الأمن. وتأنت القوات هذه في التخطيط للهجوم، وراقبت مركز «بوكو حرام». فمريدو محمد يوسف، زعيم «الجماعة» الأصولية المتحدر من منطقة مايدوغوري في شمال شرقي نيجيريا، أعدوا العدة لشن هجوم على بوشي، عاصمة ولاية بوشي. فبين محمد يوسف وعدد من إسلاميي بوشي وعلمائها خلاف ونزاع. ودعا العلماء هؤلاء محمد يوسف الى مناقشة مبادئ الدين معهم، وسخروا من سوء فهمه تعاليم الكتاب الكريم. ولا يخفي زعيم «بوكو حرام» أنه لم ينه مرحلة التعليم الابتدائية. ولكنه يطعن في نظرية داروين التطورية، ويندد بتسمية 9 كواكب من كواكب النظام الشمسي بأسماء آلهة وثنية. ويرفض نظرية بيغ بانغ والأطوار الجيولوجية. ويزعم محمد يوسف أنه قرأ هذا الذي يدعو إليه في موسوعة «بريتانيكا». ويبدو أن حاكم بوشي استبق هجوم «بوكو حرام»، وأمر قوى الأمن بالهجوم على الفرقة في الصباح الباكر. وتبادل الطرفان اطلاق النار، ومالت الكفة الى القوات الحكومية. ونجحت مجموعة من «بوكو حرام» في الفرار، وتوجهت الى مركز شرطة في دوتسن تانشي للاقتصاص من ادريس عبدالعزيز، عالم الدين الذي لجأ اليها طلباً للحماية. فاندلع القتال بين شرطة المركز والمسلحين المهاجين. وكانت الغلبة لرجال الشرطة. وقتل واحد من المهاجمين، واعتقل معظمهم. وإثر زيارته السجناء، روى عيسى يوغودا، حاكم الولاية ومدرّس الجغرافيا السابق، أن بعض المعتقلين يخلطون بين تعاليم القرآن عن النظام الشمسي وعلوم الجغرافية الواردة في الكتب المدرسية. واستهجن يوغودا افتقار المعتلقين الأصولين الى معلومات تشرح حركة دوران الشمس. وأعلن محمد بارو، الناطق باسم شرطة ولاية بوشي، أن قوات الأمن اعتقلت 179 عنصراً من جماعة «بوكو حرام» الأصولية، وقتلت 40 عنصراً. وخططت الفرقة لقتل عدد من العلماء الذين خالفوا محمد يوسف الرأي ببوتشي، وغيرهم من المسؤولين. ودمرت قوى الأمن مراكز «بوكو حرام» ومخابئهم. * عن «نكست» النيجيرية، 3/8/2009، إعداد م.ن.