قلب فريق الشباب الطاولة على نظيره الهلال، عندما حوّل تأخره بهدف في الشوط الأول، إلى فوز مستحق في الشوط الثاني بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، في المباراة التي جمعتهما أمس ضمن منافسات الجولة ال20 لدوري زين. ورفع الشباب رصيده إلى 42 نقطة في المركز الثالث بفارق الأهداف عن الهلال، الذي تجمّد رصيده عند 42 في مركز الوصافة، بينما رفع النصر رصيده إلى 37 نقطة، إثر تغلبه على ضيفه الاتفاق بهدفين من دون رد. الشباب - الهلال جاءت البداية جيدة من الفريقين، وظهرت اللمحات الفنية والنوايا الهجومية منذ الدقائق الأولى وسط أفضلية نسبية لمصلحة الهلال في متوسط الميدان، وإجادة شبابية للارتداد الهجومي السريع بقيادة البرازيلي كماتشو وعطيف ومن الجهة اليمنى حسن معاذ، لتمر الدقائق والأداء سجالاً بين الفريقين، ويهدد ياسر القحطاني الشبابيين بأول كرة خطرة من داخل منطقة الجزاء لعبها عرضية لعبدالعزيز الدوسري، ولكن يقظة الأسطا أنقذت الموقف (12)، وأضاع حسن معاذ فرصة محققة من كرة سددها تيغالي وارتطمت في الشهراني، لتتهيأ على طبق من ذهب أمام معاذ الذي سددها قوية إلى جوار القائم الأزرق وسط دهشة الجميع (17)، ثم أهدر البرازيلي فرناندو فرصة التقدم من خطأ نفذه كماتشو بالمقاس وانبرى له برأسية محكمة، ولكن العارضة الهلالية أنقذت شباك السديري من هدف التقدم (20)، ورد الهلال سريعاً بكرة مرتدة من الفرج، مررها ذكية للمندفع سلطان البيشي، ليتدخل وليد عبدربه في آخر لحظة ويبعدها إلى ركلة ركنية (22)، وسدد الشهراني كرة أرضية زاحفة مرت إلى جوار القائم الشبابي (27). وألغى الحكم السويسري هدفاً هلالياً من رأسية ويسلي لوبيز بحجة التسلل (34)، وأنذر الحكم لاعب الهلال محمد القرني بالبطاقة الصفراء لخشونته مع فرناندو (42)، ونجح قائد الهلال ياسر القحطاني في إحراز الهدف الأول لمصلحة فريقه بعد خطأ نفذه عبدالعزيز الدوسري من الجهة اليسرى، وهيأها الأسطا بالخطأ على قوس منطقة ال18، ليسددها القحطاني مباشرة في شباك شيعان محرزاً هدف التقدم الأزرق، الذي أشعل قناديل الفرح في مدرجات الهلال (45)، ليعلن بعدها الحكم السويسري عن نهاية أحداث الشوط الأول بتقدم الهلال بهدف من دون رد. وفي الشوط الثاني، هدأ اللعب كثيراً وانحصر الأداء في متوسط الميدان، ولم تشهد أول ربع ساعة أية فرص خطرة من الفريقين، وكاد ويسلي لوبيز أن يضاعف التقدم لفريقه بعد أن تحصل على كرة خاطئة من أحمد عطيف، واجه بها المرمى وطوح بها فوق العارضة الشبابية (59)، ونفذ كماتشو خطأ شبابياً بطريقة برازيلية مرت بجوار القائم الأزرق (63). وأهدر تيغالي فرصة مؤكدة بطريقة غريبة من ركلة ركنية نفذها كماتشو على رأس فرناندو الذي هيأها جميلة لتيغالي، لكنه لم يتعامل معها بطريقة سليمة (72)، وأجرى مدرب الهلال زلاتكو آخر تغييراته الفنية بنزول الكوري الجنوبي يو بيونغ وخروج ويسلي لوبيز (74)، وتلاعب الشلهوب بدفاع الشباب بفاصل مهاري وركل الكرة في الزاوية البعيدة لشيعان، ولكن كرته لم تهز الشباك (79). وتحرك الشباب في الدقائق العشر الأخيرة وتسيد الملعب، مستغلاً تراجع الهلاليين لمناطقهم الخلفية، ونجح تيغالي من إحراز هدف التعادل لفريقه من كرة رأسية متقنة بعد عرضية محكمة من الأسطا، ليهز الشباك الزرقاء بهدف التعادل (81)، وأضاع فرناندو فرصة التقدم من كرة سددها وتصدى لها الزوري (84)، وحفلت الدقائق الأخيرة بالكثير من الندية والإثارة من الفريقين، وتمكن تيغالي من إحراز الهدف الشبابي الثاني من رأسية رائعة بعد عرضية من حسن معاذ وسط غفلة دفاع الهلال (86). وأعاد القائد الهلالي محمد الشلهوب فريقه لمجريات النزال بعد إحرازه هدف التعادل من خطأ خارج ال18 نفذه بطريقة الكبار في الشباك البيضاء (89)، ولم يترك البديل مهند عسيري الفرصة للهلاليين للاحتفال بالهدف، عندما باغتهم بالهدف الثالث من عرضية جميلة من كماتشو، سددها برأسه في شباك السديري، لينقل الفرح إلى مدرجات الشباب، ويجن جنون مدربه برودوم (91). النصر- الاتفاق جاءت البداية لمصلحة أصحاب الأرض، إذ كشفوا عن نواياهم الهجومية من خلال اندفاعهم نحو الخطوط الأمامية، في الوقت الذي اكتفى فيه الضيوف في التراجع إلى خطوطهم الخلفية للتصدي لسيل الهجمات الصفراء، وكاد أن يمنح حارس النصر عبدالله العنزي الأفضلية للاتفاق عندما أخطأ في التقاط كرة نفذت من ركلة زاوية، إلا أن المهاجم علي زقعان طوح بالكرة مهدراً فرصة ثمينة (5)، وجاءت أول المحاولات النصراوية عبر البرازيلي باستوس الذي انبرى لكرة عرضية من قدم خالد الغامدي، وغمزها فمرت بجوار القائم (21). الفريقان تبادلا الهجمات السريعة، وازدادت الخطورة بعد مضي الربع الساعة الأولى، وكاد يوسف السالم أن يفتتح التسجيل للضيوف، إلا أن عمر هوساوي تدخل في اللحظة الأخيرة، وأنقذ الموقف (27)، ورد النصر بهجمة مماثلة عن طريق إبراهيم الزبيدي الذي لعب كرة بالمقاس على رأس محمد السهلاوي، تألق معها الحارس فايز السبيعي في الذود عن مرماه، وقبل صافرة نهاية الحصة الأول نفذ باستوس كرة ثابتة، أبعدها فايز السبيعي بصعوبة بالغة. وفي الشوط الثاني، بدت رغبة أصحاب الأرض في خطف نتيجة إيجابية واضحة على لاعبيه الذين اندفعوا إلى الخطوط الأمامية، وحاولوا أكثر من مرة هزّ الشباك، وساعدهم في ذلك محاولات الضيوف في الحفاظ على التعادل والاعتماد على الهجمة المرتدة. الأخطاء الدفاعية المتكررة صعبت مهمات الاتفاقيين، وفي المقابل منحت النصر أكثر من فرصة لبناء هجمات خطرة، وبحثاً عن تنظيم الهجمات استعان كارينيو بخدمات خالد الزيلعي، بديلاً عن المهاجم سعود حمود (د62)، لكن غياب الكرات العرضية المتقنة وضعف أدوار لاعبي الطرف أحبط الكثير من الكرات الصفراء، ليأتي التبديل النصراوي الثاني بدخول حسين عبدالغني بديلاً عن إبراهيم الزبيدي (د71)، التبديلات آتت أُكلها سريعاً، إذ استغل السهلاوي عرضية أرسلها البديل الزيلعي، ليفتتح عبرها التسجيل (د72). الهدف الأول لم ينجح في استفزاز الضيوف الذين سرعان ما عادوا إلى ارتكاب الأخطاء الدفاعية ذاتها، ليعود باستوس إلى إضافة الهدف الثاني بعد الأول بأربعة دقائق فقط، فنجح في تجاوز مدافعي الاتفاق داخل منطقة الجزاء قبل أن يسدد كرة ذكية في الزاوية البعيدة عن حارس المرمى (د76). الهدف الثاني أسدل الستار على حماسة لاعبي الفريقين، فبينما اكتفى أصحاب الأرض بالنتيجة وضمان النقاط الثلاث، عجز الضيوف في الوصول إلى المرمى أو تدارك النتيجة.