تكشفت خيوط جريمة حرق مساجد مدينة حفر الباطن، شيئاً فشيئاً، فيما ينتظر أن تكشف التحقيقات التي تُجرى مع المتهم ب «أسرار أكبر» خلال الأيام المقبلة. وضربت شرطة المنطقة الشرقية، «طوقاً من السرية الشديدة» على مسار التحقيق في القضية، التي أشعلت جدلاً واسعاً في مجالس حفر الباطن، يفوق بأضعاف النيران التي التهمت مصاحف 5 من مساجدها، على مدار 25 ساعة، من يومي السبت والأحد الماضيين. إلا أن «الحياة» حصلت على تفاصيل «مهمة» عن ملابسات القبض على المتهم، منها أن دراجته النارية كانت «الخيط الأبرز» الذي أدى إلى القبض عليه. فيما كانت أصابع الاتهام تشير إليه، نظراً لكونه «ذو سابقة»، تمثلت في إحراق 5 سيارات قبل أشهر عدة. بيد أن المتهم كان «هادئاً» قبل أن تهتز ثقته بحضور أحد الشهود، وإدلائه بشهادة تفيد بمشاهدته «دراجة نارية» تغادر أحد المساجد، لتتمسك الشرطة في هذا الخيط. وتعاود التحقيق مع المتهم، الذي ارتبك خلال التحقيق معه. وتعزز فرضية قيامه بتنفيذ جريمة حرق المساجد الخمسة، عندما انتقلت فرقة البحث والتحري إلى منزله، إذ عثروا فيه على دراجة نارية تطابق ما وصفه الشاهد. فانهار المتهم، واعترف بما فعله. غير أن تقارير يحملها تثبت «مرضه النفسي» جعلت الإجابة عن سؤال « لماذا؟» مبهمة وغير واضحة. ولا يزال الغموض يكتنف هذه الحادثة. فيما لم يعرض المتهم على مستشفى الصحة النفسية في حفر الباطن، حتى وقت تحرير هذه المادة مساء الاثنين. بدوره، أعلن المتحدث باسم شرطة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، أن «شعبة التحريات والبحث الجنائي في محافظة حفر الباطن، تمكنت من القبض على المتسبب في مجموعة الحرائق التي شبت في عدد من المصليات والمساجد مساء أول من أمس (السبت) وصباح اليوم (الأحد)». وجاء الكشف عن هوية المتسبب بعد «تحريات مُكثفة، أجريت في القضايا، توافرت إثرها معلومات دقيقة لدى شعبة التحريات والبحث الجنائي، تشير لعلاقة مواطن (في العقد الثالث من العمر)، يعاني من اضطراب نفسي، في إشعال تلك الحرائق»، مضيفاً أنه تم «القبض على المتهم. وثبت تورطه بالفعل بإشعال النار، والتنقل بين المواقع بواسطة دراجة نارية، عُثر عليها في منزله. فيما تمكن عدد من الشهود من التعرف عليه، بعد إعداد العرض اللازم. وجرى إيقاف المتهم، لاستكمال التحقيقات اللازمة معه».