قتلت القوات الحكومية اليمنية احد ابرز القادة الميدانيين للتمرد «الحوثي» الشيخ محسن كزمة في معركة تحرير المجمع الحكومي في حرف سفيان. وأعلن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد أن القوات الحكومية وجهت في هجومها منذ الثلثاء الماضي ضربات موجعة الى المتمردين، وأنه قبض على أعداد كبيرة منهم، سيقدمون لاحقا الى إلى المحاكمة. ووفق مصادر رسمية واهلية تحدثت الى «الحياة» سقط حتى الآن عشرات القتلى والجرحى في صفوف جماعة عبد الملك الحوثي في منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران، أبرزهم الشيخ كزمة الذي قُتل، مع ثمانية آخرين، أمام مبنى المجمع الحكومي في معارك ضارية وقعت أمس تمكنت خلالها قوات الجيش من استعادة المجمع والاستيلاء عليه، ما ادى الى فرار العشرات الذين ارتدوا الى مهاجمة موقعين مجاورين للجيش قرب المجمع ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الجيش. وواصل سلاح الجو اليمني شن هجمات مكثفة ليلاً ونهاراً على معاقل «الحوثيين» ومواقع تمركزهم في أنحاء عدة من محافظة صعدة. وأكد شهود عيان أن معارك طاحنة دارت منذ مساء الأحد في منطقة الملاحيظ غرب صعدة سقط خلالها العشرات في صفوف المتمردين وقوات الجيش. وتزامناً مع المعارك الضارية طالب «مجلس التضامن الوطني» الذي يتزعمه الشيخ حسين عبد الله الأحمر، القيادة اليمنية بإنهاء تمرد الحوثي والقضاء على أسبابه بالوسائل الدستورية والقانونية، وبسط نفوذ الدولة على جميع مناطق التمرد مع التزام أجهزة الدولة واجباتها تجاه المواطنين في محافظة صعدة وفي المناطق المتضررة في المحافظات المجاورة وتوفير الأمن لهم وإيواء النازحين والمشردين، وإعمار منازلهم، وتوفير الخدمات كافة لهم. وشدد المجلس في رسالة وجهها إلى الرئيس علي عبد الله صالح على عدم استهداف المواطنين بسبب تعبيرهم عن آرائهم أو بسبب انتسابهم إلى سلالة أو منطقة، وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم والاستفادة من أخطاء الماضي. وحمل المجلس التضامن الذي يُعتبر تجمعاً لشخصيات سياسية وقبلية وأكاديمية من مختلف التيارات السياسية والاجتماعية، القيادة اليمنية «مسؤولية الوقوف وراء تأسيس ودعم ونشوء جماعة الحوثي كحركة مذهبية لاستخدامها سياسياً ومسؤولية الإخفاق في الاستفادة منها قبل انقلابها على النظام، الذي خاص خمس حروب معها، من دون أن يعرف الشعب اليمني مبررات اندلاع تلك الحروب واسبابها، ولا مبررات وأسباب وقوفها، والنتائج التي أسفرت عنها من خراب ودمار وتشريد الآلاف السكان المدنيين». وقالت مصادر في السلطة المحلية في صعدة أن شيوخ وأبناء القبائل في المحافظة يتوافدون منذ أمس إلى عاصمة المحافظة بكامل أسلحتهم للمشاركة إلى جانب القوات الحكومية في الحرب ضد «الحوثيين».