أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن تجويد الخدمات الصحية ورفع مستوى سلامة المرضى تُعد من أهم أولويات الوزارة وأحد محاورها الاستراتيجية مشدداً في ذات الوقت على كافة المرافق الصحية في مختلف مناطق المملكة أهمية تطبيق برامج "إتقان الجودة والتحسين وسلامة المرضى". وأوضح المتحدث الرسمي في وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن الوزارة قامت بتطبيق عدة برامج في إطار المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة بهدف رفع الأداء الطبي وتحسين مخرجاتها مبيناً أنها تبنت مجموعة من برامج تحسين الإنتاجية وسلامة المرضى في مرافقها ومنها إنشاء مجموعة من برامج تحسين وسلامة المرضى في كل من غرف العمليات وغرف العناية المركزة لحديثي الولادة وغرف العناية المركزة للكبار في المستشفيات وطبقت البرنامج في 4 مستشفيات في المرحلة الأولى وسيصار إلى تطبيقه في 14 مستشفى العام الجاري ، كما قامت الوزارة بتحسين خدمات الولادة وغرف الولادة والعناية المركزة للنساء في 9 مستشفيات من مستشفيات المملكة المختلفة. أما مسار تحسين الأداء في أقسام العناية المركزة للكبار فقد نفذ في أربع مستشفيات في منطقة الرياض كمرحلة أولى تم خلالها الالتزام الصارم بمعايير قابلة للقياس وقابلة لتحقيق انجازات مرجوة ومتجانسة ويتم حاليا الاستعداد لتطبيقيه في كل من جدة والدمام ثم بقية المناطق . وقام مسار تحسين الإنتاجية في غرفة العمليات بالمستشفيات بتطبيق البرنامج في 20 مستشفى من مستشفيات الوزارة الأمر الذي ساهم في زيادة في إنتاجية غرفة العمليات بهذه المستشفيات بنسبة 25 في المئة. وبين مرغلاني أن وزارة الصحة طبقت أيضاً برنامج مراقبة وتحليل نتائج العمليات الجراحية في المستشفيات وهو نظام الكتروني مستحدث من قبل كلية الجراحين الأمريكية حيث يتم تحليل نتائج العمليات الجراحية ومدى نجاحها ومضاعفاتها بهدف المقارنة بين أداء المستشفيات والجراحين العاملين فيها، كما قامت بإنشاء برنامج المخاطر الطبية إذ تم من خلاله تدريب طبيب متخصص في كل مستشفى لمتابعة أي خطر طبي محتمل حدوثه للمريض ودراسته والاستفادة منه، كما تم تدريب صيدلي متخصص في كل مستشفى لمتابعة تطبيق دليل السلامة الدوائية وتثقيف الأطباء وهيئة التمريض على الأسلوب الأمثل لإعطاء الدواء والأخطاء المحتملة وطرق تجنبها، وذلك من خلال إنشاء برنامج السلامة الدوائية. وأشار الدكتور مرغلاني إلى أنه تم إنشاء لجنة فحص الشهادات ومنح الممارسة السريرية حيث تم فحص الشهادات لجميع الأطباء ومنحهم الامتيازات السريرية حسب قدراتهم ومهاراتهم الطبية لضمان أن لا يقوم الأطباء بعمل العمليات الجراحية التي تفوق قدراتهم أو عمل عمليات جراحية ليست ضمن تخصصهم الطبي، وهذا الإجراء تقوم به جميع مستشفيات العالم وهو يطبق في الوزارة لأول مرة . وأكد الدكتور المرغلاني أن 50 مستشفى من مستشفيات الوزارة حصلت على شهادة الاعتماد المحلي من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية كما حصل 17 مرفق صحي على الاعتماد من الهيئة الأمريكية لاعتماد المنشآت الصحية وجاري إخضاع 13 مستشفى للاعتماد الدولي وكذلك إخضاع 40 مستشفى خلال المرحلة القادمة للاعتماد المحلي . كما قامت الوزارة بكتابة القوانين المنظمة لعمل الطاقم الطبي وهي ما يعرف ب Medical staff Bylaws Y` إذ تم في هذا الدليل إيضاح الدور المناط بالطبيب بمسؤوليته تجاه مرضاه مع شرح لطريقة التدوين في الملف الطبي للمريض وإيضاح حقوق المريض الواجب إتباعها والعمل بها، كما تم إيضاح كيفية ترقية الأطباء والموافقة على إمتيازاتهم السريرية وكيفية تقدير مهاراتهم الجراحية وقدرتهم العلمية والعملية وبذلك أصبح لدى الوزارة دليلاً واضحاً للأطباء عن كيفية الممارسة الطبية وقوانينها وهذا سيكون أحد أهم الروافد لمنع الأخطاء الطبية وتجويد الخدمة . وأضاف المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أنه تم كتابة قوانين وإجراءات وسياسات العمل الطبي: فيما يعرف بالسياسات والإجراءات Administrive Policy and procedure وهو مشروع جديد يتم إدخاله في الوزارة لأول مرة وتكتب فيه سياسات وإجراءات العمل لكافة الأعمال الطبية وغيرها وبذلك أصبح هناك توحيداً للإجراء ومنعاً للاجتهادات الخاطئة من قبل العاملين بالمستشفى عموماً من أطباء وممرضين. وأوضح المتحدث الرسمي أن برنامج مراقبة وتحليل نتائج العمليات الجراحية في المستشفيات الذي بدأ العمل به العام 1433 هو عبارة عن نظام إلكتروني مستحدث من قبل كلية الجراحين الأمريكية ويتم تطبيقه في كثير من مستشفيات الولاياتالمتحدةالأمريكية إذ يتم من خلاله تحليل نتائج العمليات الجراحية ومدى نجاحها ومضاعفاتها بهدف المقارنة بين أداء المستشفيات والجراحين العاملين فيها وقد وصل فريق من كلية الجراحين الأمريكيين إلى ستة مستشفيات بالوزارة وتم التعاقد معهم على دراسة نتائج جميع العمليات الجراحية التي تم إجراؤها في هذه المستشفيات وإخضاعها لنفس عملية التقييم التي تجري في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، إضافة إلى إنشاء برنامج متابعة إنتاجية الأطباء والذي من خلاله يستطيع الطبيب الاستشاري تسجيل كل إنتاجه من عمليات وعيادات التي ستكون الحافز لكل مجد في عرض أعماله وأبحاثه وإنتاجيته وكذلك إنشاء برنامج سلامة المرضى حيث تم تدريب أكثر من 90 طبيباً استشارياً وأخصائياً على سلامة المرضى وكيفية الوقاية من الخطأ الطبي كما قامت الوزارة بالتعاون مع جامعة مينسوتا لتدريب طواقم التمريض على أحدث أساليب الرعاية التمريضية والعلاجية لحديثي الولادة اضافة إلى الاتفاق مع هيئة رعاية حديثي الولادة بكندا لاستخدام نظام متابعة المواليد الخدج . وأضاف الدكتور مرغلاني أن برامج تحسين الأداء الطبي في مرافق الوزارة تضمنت أيضاً إنشاء برنامج رصد الأخطاء الجسيمة في كافة المستشفيات التابعة للوزارة وتصحيحها ورصد الخلل الذي قد يحدث كنقل الدم الخطأ أو عمل العملية الجراحية في المكان الخطأ أو على المريض الخطأ موضحاً أن البرنامج خطى خطوات كبيرة في رفع مستوى الوعي بأهمية القياس ومراقبة الأداء في المنشآت الصحية إذ يتم فيه متابعة 49 مؤشر إكلينيكي في 90 مستشفى من مستشفيات الوزارة مثل الوفيات الناتجة عن العمليات الجراحية أو الوفيات داخل المستشفى ونسبتها وغير ذلك مما هو متعارف عليه عالميا. لافتاً إلى أن إنشاء برنامج إدارة الأسرة الذي يهدف لمتابعة حركة السرير في الوزارة وحسن استغلاله مما يعني خدمة عدد اكبر من المرضى على السرير الواحد، كما تضمن المشروع إنشاء برنامج اليوم الواحد حيث استطاع البرنامج تحسين نسبة جراحة اليوم الواحد من 2 في المئة عام 1430 إلى 33 في المئة العام الجاري في معظم مستشفيات الوزارة حيث تم عمل ما يزيد عن 60 ألف عملية في الوزارة بأسلوب جراحة اليوم الواحد بعد ما كانت بالمئات فقط. وختم الدكتور مرغلاني حديثه بالقول: إن الوزارة أدخلت برنامج الترميز الطبي الدولي الاسترالي في السجلات الطبية لتسهيل تسجيل الأمراض وترميزها، وكذلك إنشاء برنامج تحسين الملفات الطبية والذي يهدف إلى توحيد النماذج الطبية في كل مستشفيات الوزارة تمهيداً لتمكنتها الكترونيا وتحسين جميع أقسام السجلات الطبية ومدها بالحاسبات والأجهزة اللازمة وتدريب العاملين بها كما تم إنشاء برنامج تحسين الأداء في أقسام الطوارئ في المستشفيات وبدأ في مدينة الرياض ونجح نجاحا كبيرا وسيتم نقلة إلى مدينة جدة والدمام ثم بقية المناطق إضافة إلى برنامج رصد الأخطاء الجسيمة وهو من البرامج التي تم تطبيقها في الوزارة لأول مرة إذ يتم تسجيل أي خطاء جسيم يقع في أي مستشفى على الفور ويتم مطالبة المستشفى بتسجيله إلكترونياً على نظام حاسوبي خاص تم تصميمه في الوزارة لهذا الفرض وهو ما ساعد المستشفيات وجميع العاملين فيها على النظر في الأخطاء الجسيمة التي تحدث لدراسة كيفية تجنبها ومنع حدوثها .