رشحت هيئة كبار العلماء في الأزهر أستاذ الفقه شوقي إبراهيم عبدالكريم علام مفتياً جديداً لمصر خلفاً للمفتي المنتهية ولايته علي جمعة. وهذه هي المرة الأولى التي تُرشح فيها الهيئة مفتي البلاد، على أن يُرفع هذا الاختيار إلى الرئيس لإصدار قرار جمهوري بتعيينه. وكان يُفترض أن تنتهي ولاية جمعة الذي عُين في العام 2003 في آذار (مارس) الماضي، لكن المجلس العسكري الذي أدار الفترة الانتقالية مدد له عاماً إضافياً، وطلبت هيئة كبار العلماء من الرئاسة التمديد له عاماً جديداً، لكن الطلب قوبل بالرفض بحجة تجاوزه سن الستين. والمفتي الجديد أستاذ في الفقه الإسلامي والشريعة في فرع جامعة الأزهر في مدينة طنطا، وعمل فترة في سلطنة عُمان، وله مؤلفات بينها «الحقوق السياسية للمرأة المسلمة» و «المرأة والعولمة في شبه الجزيرة العربية» و «دور الدولة في الزكاة». وليس معروفاً عنه أي انتماء سياسي، لكن مصادر في هيئة كبار العلماء أكدت ل «الحياة» أنه لا ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وأن عدم خوضه في السياسة كان أمراً مرجحاً لفوزه بغالبية أصوات الهيئة، إذ أن منافسيه قريبان من فكر «الإخوان». وعلام هو أول مفتي ينتخب وفقاً لتعديلات قانون الأزهر الذي يشترط أن يكون المفتي أزهرياً ومجيداً للغة الإنكليزية وعلى قدر كبير من الثقافة الإسلامية وألا يقل عمره عن 54 سنة ولا يزيد على 60 سنة، وله إنتاج فقهي وعلمي معروف وشغل منصب الأستاذية في إحدى الكليات الشرعية في جامعة الأزهر. وكانت لجنة مشكلة من قبل هيئة كبار العلماء رشحت تسعة ممن تنطبق عليهم شروط تولي المنصب من بين أكثر من 20 مرشحاً، ثم انتهت إلى ترشيح ثلاثة فقط خاضوا المنافسة في اقتراع سري جرى أمس شارك فيه 23 عضواً من هيئة كبار العلماء. والمرشحون الثلاثة هم شوقي علام وعطية السيد فياض أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في الأزهر وفرحات عبدالعاطي سعد أستاذ الفقه في كلية الشريعة والقانون في الأزهر. وفاز علام بأكثرية الأصوات. وهنأ شيخ الأزهر أحمد الطيب والمفتي المنتهية ولايته المفتي الجديد باختياره للمنصب.