تنبأ الكثيرون أن يكون فريقا الهلال والنصر طرفي نهائي مسابقة كأس ولي العهد السعودي بعد بلوغهما دور الأربعة، وملاقاتهما للرائد والفيصلي، ولكن التنبؤ ذلك ربما كان أكثر صعوبة عندما سُحبت القرعة، وأوقعت الهلال في طريق وضعه أمام نجران على ملعبه، والفتح في داره، أما النصر فكان الأكثر صعوبة إذ رمت به القرعة بجانب كل من الاتحاد والأهلي والشباب. ما حدث لم يكن مألوفاً في المسابقات المحلية، فالهلال الذي بدا أن مساره في البطولة سهل إلى حد بعيد لم يكن كذلك بالنسبة إليه إلا لقاءه بالفتح، أما مواجهاته بنجران والفيصلي فشكلت إزعاجاً كبيراً لحامل اللقب وأنصاره، إذ تجاوزها من عنق الزجاجة، بينما النصر الذي كان يتضح من الوهلة الأولى أنه سقط في فخ يصعب عليه الخلاص منه، لم يواجه معوقات حقيقية تذكر في طريقه إلى النهائي. الغريب أن الهلال وجد مشقة كبرى في مباراته ضد نجران الذي لا يقدم مستويات مذهلة في دوري زين للمحترفين، وتجاوزه بهدفين في مقابل هدف، كما أضاع النجرانيون ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من زمن اللقاء ذاك، ولكن «الزعيم» لم يظهر أنه يعاني بأي شكل من الأشكال أمام متصدر الدوري فريق الفتح، عندما تفوق عليه بثلاثية في دور الثمانية، على رغم أن الأخير نجح في الفوز على الهلال دورياً ذهاباً وإياباً، وفي نصف النهائي عاد الهلال لمواجهة المصاعب، عندما واجه الفيصلي الذي يصارع من أجل البقاء في الدوري، وبدا أن آثار إقالة الفرنسي أنطوان كومبواريه لم تنته بعد، فالفريق الذي يملك أعلى معدل تهديفي في دوري زين ب46 هدفاً لم يهدد كما اعتاد شباك نده في المباراة، ونجح بعد أن تعرض لموجة هجوم من الفيصلي في تسجيل هدف وحيد عن طريق قناصه ياسر القحطاني ليصل إلى المواجهة الختامية لبطولة «ولي العهد» مع مدربه الجديد زلاتكو. على الضفة الأخرى، وصفت مجموعة النصر ب«الحديدية»، عندما بدأ رحلته بمواجهة التعاون في دور ال16، وتخطاه بسهولة بأربعة أهداف في مقابل هدفين، ثم صعد إلى دور الثمانية، وكان ينتظره هناك لقاء من العيار الثقيل أمام الأهلي على أرضه، ولكن برغبته الجامحة في تأدية موسم مختلف، استطاع التغلب على نظيره الأهلاوي بهدفين في مقابل هدف، وفي الوقت ذاته، قام فريقا القادسية (درجة أولى)، والرائد بإقصاء كل من الاتحاد والشباب، وفتحا بذلك طريقاً سالكاً ل«العالمي»، لبلوغ المباراة الختامية، وواجه الأخير الرائد في نصف النهائي، وكرر النصر ظهوره الثابت في المرحلة الماضية، وحقق انتصاراً بلا صعوبة تذكر. جماهير النصر والهلال اعتادت في الأعوام الخمسة الأخيرة على أن يتقابل فريقاهما في بطولة كأس ولي العهد من كل عام، ونجح «الفريق الأزرق» في فرض سطوته على المباريات الخمس، وتغلب فيها كافة على غريمة التقليدي، ومن المصادفة أن الفريقين التقيا في كل الأدوار «ال16، وال8، وال4»، ولم يجد النصر خلطة الفوز، ولكن النهائي سيجمعهما في العام السادس.