تضمّ مدينة باديا الصغيرة، شرق بوليفيا، مواقع تنطوي على متحجّرات لحيوانات لا تُقدّر بثمن، بدأت تظهر على سطح الأرض في السنوات الأخيرة، بسبب عوامل التعرية، وما زالت خارج أيّ استثمار علمي أو سياحي جديّ، بسبب النقص في التمويل. ورُصد في السنوات الأخيرة سبعون موقعاً تتجمع فيه متحجرات، في تلك المنطقة الواقعة بين جبال الانديز وسهل غران شاكو، فقرب جدول ماء في أطراف المدينة، تظهر بقايا عظمية لحيوان من نوع غليبتودون، وهو حيوان ضخم مدرع كان يزن أكثر من طنين ويعيش قبل 12 ألف سنة في أميركا الجنوبية، التي تُعرف اليوم بالبرازيل والأرجنتين وبوليفيا. وقالت المسؤولة عن السياحة في السلطات المحلية، ايفا أفالوس، إنّ "هذه المواقع لا تحظى بأي حماية أو اهتمام من السلطات في بولفييا". وأضافت: "هذه المواقع من الممكن أن تصبح مقصداًَ عالمياً للباحثين وللسياح، لكنّها تحّولت إلى ملاعب للأطفال". ويقرّ الموظف الّذي أوكلته السلطات مهمّة رعاية المتحجرات أنّه لا يعرف شيئاً عنها. وقام الموظف في بلدية في مدينة باديا، وهو أستاذ معلوماتية في مدرسة محلية، بمبادرة شخصية منه، وبمساعدة من البلدية، بإنشاء متحف صغير سرعان ما تحول إلى مخزن تتكدس فيه المتحجرات. ويؤكّد أنّه لم ينل أي مساعدة في هذا المشروع من حكومة المنطقة، قائلاً "من الصعب الحصول على أموال لمشروعنا". في المقابل، قال وزير الثقافة والسياحة البوليفي في الحكومة المحلية، خوان خوسيه باديا، إنّ "علينا أن نقر سياسات للحفاظ على هذه المتحجرات، والعمل على الترويج لها في كافّة السلطات المحلية والحكومة المركزية". وأضاف: "أعتقد أننا نملك أكبر موقع للمتحجرات في أميركا الجنوبية، من جهة مساحة المنطقة وتعدد أنواعها". وفي محمية كال اوركو الطبيعية اكتُشف ما يزيد عن ستة آلاف من المتحجرات العائدة لأنواع مختلفة من الديناصورات تعود إلى العصر الطباشيري، إلى ما بين 145 و65 مليون سنة. وفي سوكري، عاصمة شوكيساكا، يعاني كنز احفوري آخر من الإهمال. وقال المتخصص في المتحجرات في جامعة "بوليفيا"، عمر مدينا، إن "هذه البقايا المتحجرة تعود إلى العصر الجليدي، الذي تلى الانقراض الكبير للمتحجرات في نهاية العصر الطباشيري". وعُثر على هذه البقايا المتحجرة في عام 2009، وحاول سكان المنطقة آنذاك بيعها لكنهم لم يفلحوا. ويُذكر أنّه في ذلك العام، قامت الحكومة بإدراج هذا الموقع على قائمة التراث العالمي لمنظمة "الأونيسكو"، لكن الاقتراح قوبل بالرفض بسبب عدم وجود أي سياسات رسمية في بوليفيا للحفاظ على الموجودات الطبيعية.