مع إطلالة صباح اليوم (الاثنين) يتبقى 36 يوماً و13 ساعة و27 دقيقة على تحول الحلم الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى حقيقة واقعة بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول. ففي يوم الوطن ال 79 لهذا العام، والذي يوافق الرابع من شوال 23 أيلول(سبتمبر)، سيهدي خادم الحرمين الشريفين مواطنيه صرحاً علمياً، سيكون مميزاً بجهد ومتابعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يقول في رسالته على بوابة الجامعة الالكترونية: «وإنني أرغب أن تصبح هذه الجامعة الجديدة واحدة من مؤسسات العالم الكبرى للبحوث، وأن تُعَلّم أجيال المستقبل من العلماء والمهندسين والتقنيين وتدربهم، وأن تعزز المشاركة والتعاون مع غيرها من جامعات البحوث الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميز». وعلمت «الحياة» أنه تم توجيه الدعوة لأكثر من 40 رئيس دولة، وتأكدت مشاركة مديري كبرى الجامعات العالمية مثل هارفارد ويال واكسفورد وكامبردج وآي إم تي في حفلة افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، كما سيحضر حفلة الافتتاح أكثر من 36 عالماً من حملة جائزة نوبل العالمية، ومعظمهم ممن تعاقدت معهم الجامعة لانتاج بحوث علمية لمصلحتها. وتقع الجامعة - التي يترأسها السنغافوري البروفيسور تشون فونغ شي - على مساحة تزيد على 36 مليون كيلومتر مربع على شاطئ البحر الأحمر في ثول على بعد 80 كيلومتراً تقريباً شمال مدينة جدة، ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية. ونفذت مشاريع التخطيط والبناء شركة أرامكو السعودية الرائدة في صناعة النفط واستخدام التقنية. وتقتصر الدراسة في الجامعة على مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وأعلنت الجامعة أخيراً عن بدء الدراسة لمرحلتي الماجستير والدكتوراه في 11 تخصصاً في منتصف رمضان المقبل الموافق الخامس من سبتمبر. وتضم الجامعة اربعة اقسام اكاديمية هي علوم الأرض وعلوم وهندسة البيئة، العلوم الحيوية والهندسة الحيوية، الرياضيات وعلوم وهندسة الحاسوب، والعلوم والهندسة الفيزيائية والكيميائية، وتتوزع التخصصات ال 11 تحت هذه الاقسام الاكاديمية. وخصصت الجامعة حياً سكنياً راقياً لأعضاء هيئة التدريس وموظفي الجامعة وطلابها، يضم مدارس وخدمات صحية وترفيهية لقاطنيه، ويضم مجلس امناء الجامعة 20 من الاكاديميين والمسؤولين ويترأسه وزير النفط الدكتور علي النعيمي. وكان خادم الحرمين، أعلن خلال رعايته حفلة أهالي الطائف في 22 تموز (يوليو) 2006، إنشاء جامعة للعلوم والتقنية، وقال في خطابه: «يسعدني من هذا المكان، ان أعلن بدء مشروع رائد من مشاريع المستقبل هو جامعة للعلوم والتقنية، هذه الجامعة التي ستقام على ضفاف البحر الأحمر بكلفة 10 آلاف مليون ريال ستكون - بإذن الله - أحد أفضل المراكز العالمية المميزة للبحوث العلمية والابتكار والإبداع، وستضم من العلماء والموهوبين في الكادر التعليمي من كل أنحاء العالم، وستكون الجامعة قناة من قنوات التواصل بين شعوب العالم يلتقي بها العلماء، ومنارة للاشعاع العلمي الذي ستستفيد منها المملكة والأمة الإسلامية... إننا نعيش في عصر العلم والتقنية، ولا توجد قوة تسود العالم ما لم تتسلّح بالعلم والتقنية، وهذا ما تعمل الجامعة الفتية على تحقيقه - بعون الله تعالى».