احتفت محافظة القطيف، ب13 «مبدعاً» من أبنائها وبناتها، الذين نالوا تكريماً في مؤسسات عالمية، وذلك في النسخة الخامسة من مهرجانات لجنة التكريم الأهلية، التي أقيمت مساء أول من أمس، تحت شعار «القطيف عالمية الإبداع»، بحضور شخصيات محلية وخليجية. وحصد المكرمون جوائز على المستويين الوطني والدولي. كما «تشهد برقيهم العلمي منظمات ومؤسسات محلية وعالمية»، بحسب اللجنة في كلمتها التي ألقاها نيابة عنها عادل المتروك. وذكر المتروك، أنه تم «ترشيح المكرمين من خلال جهد دام لأكثر من عامين، جهد متواصل، ومتابعة حثيثة، وتقصّي ودراسة، لتتشكّل هذه الفسيفساء القطيفية في مشهد رائع»، مضيفاً أن اللجنة تسعى إلى «وضع شعار يفصح عن حال التكريم التي تقيمها في دوراتها المختلفة. وشعار «القطيف عالمية الإبداع» مأخوذ مما تزخر به هذه الأرض، من مبدعين، فهم يحملون مع إبداعاتهم تواضعاً نبيلاً، وإيثاراً عز نظيره، وضعنا في حرج التقصي، وجُهدِ البحث، فكم من المبدعين ممن له الباع الطويلة في مجاله وتخصصه يزهد في ظهوره وإعلان إبداعه». وإذا كانت اللجنة المنظمة للاحتفال «قطيفية»، والمكرمون «قطيفيون»، إلا أن منظمي الحفلة، أصروا على أن يعطوا للمناسبة بعداً «وطنياً»، و»خليجياً» أيضاً، من خلال حشد من أسماء «بارزة» وفدت من مناطق أخرى، ومن دول الخليج. ولم تكتف بذلك، بل قررت أن يتسلم كل مكرم درعه التكريمي من يد شخصية مدعوة من خارج القطيف. وكان الاستثناء «القطيفي» الوحيد عضو مجلس الشورى محمد رضا نصرالله. ولم تغفل اللجنة تكريم «المتميزين في مختلف المجالات العلمية والفنية، الذين تصدرت أسماؤهم قائمة التكريم الأولى». وبدأت اللجنة بتكريم الدكتورة أمل الصناع، الحاصلة على المركز الأول في «البورد العربي» من المجلس العربي للاختصاصات الصحية لجراحة الأنف والأذن والحنجرة، في العام 2007، على مستوى الوطن العربي. ونظمت مؤتمراً عالمياً لجراحات الأنف والأذن وقاع الجمجمة في 2012. كما كرمت شهزلان الصفار، وهي أول معلمة سعودية تفوز على المستوى العربي، وأول مشاركة سعودية في «المسابقة العالمية للتعليم الإبداعي»، الذي أقيم في جنوب إفريقيا. كما أنها أول سعودية وعربية، تحوز على تكريم «مايكروسوفت العالمية للتعليم الإبداعي». وكان مشروعها بعنوان «تقبُّل الآخر». الهادف إلى «نشر قِيم التسامح والتعايش السلمي في كنف الحوار واحترام الآخر وتقبُّله، ونبذ الاختلافات». وتولى 11 «متميزاً» على منصة التكريم، في مجالات طبية وهندسية وفنية. وهم الدكتور محمد المرهون، الذي أسس برنامجي الماجستير والدكتوراه في قسم هندسة البترول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والحاصل على لقب «أستاذ السنة عالمياً في هندسة البترول»، من جمعية مهندسي البترول العالمية في العام 2005، وله أكثر من 60 بحثاً علمياً منشوراً في مجلات علمية متخصصة. وكذلك الدكتور علي آل حمزة، الذي أوجد حلولاً لمشكلات الترسب في محطات التحلية، وكانت بحوثه «محط تميز علمي» في جامعة «نيو انغلاند» الأسترالية. وكذلك أوجد حلولاً لمشكلات محلية في تحلية المياه المالحة. واعتلى المنصة أيضاًَ المهندس محمد أبو فور، الذي حاز على لقب «أفضل فنِّي في العالم في مجال الفحوص اللا إتلافية»، والمهندس محمد آل مبارك، الحاصل على براءة اختراع من مكتب براءة الاختراعات في أميركا العام 2010، لتصميمه صماماً جوفياً ذا كفاءة مميزة لآبار البترول الذكية. والاستشاري الدكتور جعفر آل توفيق، الذي عمل مستشاراً مع منظمة الصحة العالمية، وساعدها على وضع خطة خمسية للسيطرة على داء اللشمانيا. وهو استشاري الرعاية الصحية عالمياً. والجراح الدكتور حسام الحبيب، الذي بتكر طريقة جديدة لإغلاق الشرايين، بواسطة «الصمغ الجراحي»، واختبر مادة تحلُّ مكان الغضروف. وشارك بهذه الإنجازات في مؤتمرات عالمية. وكذلك العالم الإكلينيكي الدكتور محمد آل محروس، الذي تم تكريمه بعد اكتشافه جينات البكتريا والمواد البروتينية المهمة في قتل البكتيريا الممرضة. وله شراكات بحثية عالمية مع جامعة «مانشستر»، وجامعات ومراكز بحثية عالمية. وكشفت اللجنة عن توجه «إنساني»، في اختيارها للمتميزين، حين كرمت مبدعين في مجالات تقنية وفنية. إذ كرمت الفنان عبد الناصر الزاير، لتميزه في مجال برامج الأطفال على مستوى الخليج العربي، وكذلك التشكيلي عبد العظيم الضامن، الذي كرَّمته الحكومة الصينية على مشروعه «لوحة المحبة والسلام». فيما كرمت المهندس عادل العوامي، الحاصل على المركز الأول على العالم في مسابقة «مايكروسوفت ايمجين كب»، على برمجياته لتيسير استخدام الحاسب الآلي لذوي الاحتياجات الخاصة. فيما كان أصغر المكرمين سناًَ المهندس نوري الشبيب، الذي كرم لاختراعه جهازاً للبكم، يساعدهم على التواصل في عمليةٍ تُزاوج بين التقنية والحاجات الطبية والإنسانية.