يُعدُّ الهجوم الإرهابي في الجزائر بمثابة إنذار الى الحكومات الغربية وشركاتها العاملة في مناطق نائية. ولا شك في أن الربيع العربي ليس فاتحة تاريخ الحركات المسلحة المتطرفة في الشرق الأوسط، لكنه حرث تربة غنية ازدهرت فيها هذه الحركات. وتشير المعلومات إلى تعاظم احتمال كر سبحة هجمات إرهابية مماثلة لهجوم عين أميناس في الجزائر. والحملة العسكرية الفرنسية على الإسلاميين المتطرفين في مالي أماطت اللثام عن النزاع غير المتكافئ الذي ستتواصل فصوله في المرحلة المقبلة. وتعاظمت قدرات الإسلاميين المتطرفين في مالي إثر حوادث ليبيا، والتي أفضت إلى مقتل السفير الأميركي في بنغازي. ويُرجح أن يعيد التاريخ «الليبي» نفسه في سورية، وأن تُستهدف المصالح الغربية جراء انتشار السلاح ومراكمة الميليشيات الخبرات القتالية. فالمعارضة السورية تضع يدها شيئاً فشيئاً على ترسانة أسلحة نظام الأسد، ومنها الأسلحة الكيماوية، والميليشيات ستكتسب أصول استخدام العتاد العسكري، فيتعاظم النزاع. ومع تواصل فصول الحرب الأهلية في سورية، يتقاطر «الإسلاميون» من تركيا وأنحاء المعمورة للمشاركة في القتال على الأراضي السورية. وفي المتناول ملاحظة الإقبال على تجنيد المقاتلين «العالميين» عبر شبكة الإنترنت. ولا يخفى أنهم لا يقصدون سورية للمشاركة في إرساء الديموقراطية، وان خطابهم «الجهادي» لا يمت بصلة إلى الخطاب الغربي عن ديكتاتورية الأسد. والأغلب على الظن أن يواجه الغرب وتركيا في المستقبل القريب تحديات «جهادية» لا يستخف بها، مهما آلت إليه الحرب الأهلية في سورية. ووراء تعاظم هذه الأخطار عدد من الأسباب، منها: 1) السلاح يتدفق الى سورية من تركيا ولبنان والأردن من غير حسيب أو رقيب. والحدود مشرّعة أمام المقاتلين الراغبين في القتال. 2) ضعف سلطة الدولة في سورية. 3) بدأ الطابع المحلي يغلب على شبكات «الجهاديين»، وزدات قدراتهم على استقطاب مواطنين اتراك. 4) تركيا حافلة بمواقع غربية «مغرية» للإسلامويين المتطرفين: ففي 2003، هاجموا مصرف «اتش اس بي سي» وكنيسين والقنصلية البريطانية. 5) تراخي الحكومة التركية المعادية للأسد مع المعارضة السورية الإسلامية المتطرفة. وتفادي الأسوأ، أي أزمات إرهابية جديدة، هو رهن باتخاذ الحكومات والشركات دروس من حادثة الجزائر. * معلّق، عن «حرييات دايلي نيوز» التركية، 24/1/2013، إعداد منال نحاس