ألقت الأوضاع الراهنة التي تمر بها السياحة العالمية من الأزمة المالية العالمية إلى الإشاعات السلبية وصولاً إلى مرض أنفلونزا الخنازير، بتبعاتها على صعيد السياحة المصرية، إذ يؤكد وزير السياحة المصري محمد زهير جرانة أن نسبة السياح السعوديين القادمين إلى مصر في تموز (يوليو) هذا العام انخفضت بمقدار سبعة آلاف سائح مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وأكد خلال لقائه وفداً من الصحافيين السعوديين زاروا مصر أخيراً في رحلة تعريفية، أنه أعطى إشارة بدء الخط الساخن لوزارة السياحة، على تلفون رقم (19654) الخاص بتلقي شكاوى السائحين العرب من نزلاء الفنادق في جميع أنحاء مصر، المتعلقة بالتمييز في الأسعار، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الأنماط السياحية الواعدة التي تحظى باهتمام كبير من الوزارة، مثل سياحة السفاري والصحراء والسياحة العلاجية، إلى جانب سياحة الغولف وسياحة المؤتمرات، وتوافر المقاصد السياحية الواعدة، والتطوير الدائم للمقاصد التقليدية. وعن انعكاس الأزمة الاقتصادية على مجال السياحة والوظائف، قال: «تم الاستغناء في بعض الأماكن عما يسمى بالعمالة الموقتة في بعض الفنادق التي لم تتجاوز ال30 في المئة إشغالاً، في المقابل حافظت الغالبية العظمى على العمالة، خصوصاً أننا نحتاج إليهم مع عدد الغرف الهائل لدينا الذي يصل إلى 211 ألفاً، وهناك 191 ألف غرفة تحت الإنشاء»، لافتاً إلى أنه لا توجد منشأة فندقية خسرت، ولكنها لم تحقق أرقام الربح التي حققتها العام الماضي، وأن نسب الإشغال انخفضت عن الإيرادات الخاصة بالعام الماضي بنسبة 20 في المئة، لانخفاض متوسط الإقامة نظراً إلى الظروف المالية والاقتصادية والأوبئة. وفي ما يخص تأثير الإشاعات السلبية في السياحة، أبدى الوزير تذمره من المبالغة في تضخيم الأمور، وقال: «حدث من عامين أن تم إطلاق إشاعة حول اختطاف مركب في البحر الأحمر بواسطة مقال أضر بسمعة البلاد وبالاقتصاد المصري ولم يحاسب كاتبه، إذ لم يدخل مصر مركب كبير جداً بسببها. وذكر أن نسبة الانخفاض في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر بلغت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام 13.4 في المئة، عقب أن شهدت السياحة المصرية نجاحاً غير مسبوق سواء في عدد السائحين الذي بلغ 12.8 مليون سائح فى نهاية عام 2008 بزيادة نسبتها 15.7 في المئة عن عام 2007 أم الليالي السياحية المحققة التي بلغت 129.2 مليون ليلة، بزيادة نسبتها 15.9 في المئة عن عام 2007. وعن الوسائل التي اتخذت للحد من الآثار السلبية على السياحة، أوضح أنه تم تدارك الأمر بالتعاون بين وزارة السياحة والقطاع الخاص، مبيناًَ أن «80 في المئة من نجاحنا في العمل كان للتعاون مع وكالات السياحة والسفر بالخارج، لاعتمادنا على السوق الأوروبية في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، إذ لا تشكل حركة السياحة العربية أكثر من 19 في المئة من إجمالي عدد السائحين»، ولفت إلى أن مصر كانت في المركز ال23 على مستوى العالم، وأصبحت الآن في المركز ال21. وفي ما يتعلق بمنع المصريين من الحج والعمرة، قال: «لن يتم المنع من الحج والعمرة هذا العام إلا إذا أعلنت السعودية انتشار الوباء وخروجه عن السيطرة، ولو حددت الأعداد أيضاً سنلتزم»، مشيراً إلى أن أرقام من أدوا العمرة ازدادت كرد فعل عكسي تماماً «كما تم تجهيز قرار خاص بالحجر الصحي لمن هو مصرّ على السفر، وسيعلن في وقته».