وصف نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، على هامش المؤتمر الدولي حول الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية أمس، الدعوة التي وجهت الى طهران لاستئناف المفاوضات حول ملفها النووي بأنها «عرض جدي»، معلناً ان قرار محاولة ايجاد حل للأزمة «بات شأناً ايرانياً». وقال بايدن: «تملك الولاياتالمتحدة ارادة التفاوض، وعلى ايران ان تغتنم هذه الفرصة وتبدأ مناقشات جدية»، مشيراً الى وجود «وقت وهامش للديبلوماسية المدعومة بضغط اقتصادي، من اجل محاولة ايجاد حل تفاوضي، فيما سنواصل منع ايران من حيازة سلاح نووي». وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة «تجاوز الريبة المتبادلة» بين ايران والبلدان الغربية التي يجب ان تقنع ايران بأنها لا تسعى الى «تغيير نظامها». وبعد شهور من التوقف استأنفت ايران ومجموعة الدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) الاتصالات في منتصف كانون الاول (ديسمبر) لاطلاق المفاوضات النووية. لكن المناقشات حول زمان ومكان اللقاء المقبل لم تسفر عن نتيحة، ويلقي كل طرف على الآخر مسؤولية التأخير. الى ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ان الولاياتالمتحدة تصعّد الجهود الرامية الى مواجهة التهديد الايراني، وانها تقود مناورة متعددة الجنسيات في الامارات العربية حتى الخميس لتحسين اعتراض الاسلحة الايرانية وباقي الاسلحة. ووصف هذه المناورة بأنها «مهمة لبناء القدرات العربية للمساعدة في وقف نقل الاسلحة الايرانية، وبينها الصواريخ التي تطلق من فوق الكتف». على صعيد آخر، دشن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في مناسبة الذكرى ال34 للثورة الاسلامية عام 1979، طائرة قتالية جديدة تحمل اسم «قاهر 313»، مؤكداً انها «احدى اكثر الطائرات تطوراً في العالم». وقال: «صمم المهندسون الايرانيون وانجزوا هذه الطائرة التي حلقت آلاف الساعات حتى الآن، وأبدى طياروها رضاهم عن أدائها». واستدرك انها «مشروع دفاعي ورسالة اخوة وسلام، لأن القوة العسكرية الايرانية لا تهدف الى الاعتداء والسيطرة على بلدان اخرى». وصرح وزير الدفاع احمد وحيدي بأن الطائرة الجديدة التي عرضها التلفزيون على منصة في مرأب، «تتمتع خصوصاً بميزة صعوبة رصدها على الرادارات، وصنعت من مواد حديثة، كما انها مزودة بتقنيات الطيران المتطورة. وهي قادرة ايضاً على الهبوط على مدرجات قصيرة ويمكن اصلاحها بسهولة وسرعة»، مشيراً الى انها صممت «لتلبية كل حاجات الطيران الايراني في حرب جوية». ودأبت الجمهورية الاسلامية على اغتنام ذكرى الثورة لكشف انجازاتها العلمية والعسكرية الكبيرة، وذلك منذ فرض حصار اقتصادي وتكنولوجي وعسكري دولي قاس عليها، رداً على برنامجها النووي المثير للجدل. وصنعت ايران محلياً منذ العام 2007 طائرة «الصاعقة» القتالية التي وضعت 20 نسخة منها في الخدمة. لكن خبراء غربيين يقولون ان هذه الطائرة المزودة بمحركات روسية واجهزة الكترونية غير دقيقة هي نسخة عن «اف 5» الأميركية التي تعود الى مطلع السبعينات، والتي تزود سلاح الجو في ايام شاه ايران بها. ويعتبر هؤلاء الخبراء ان سلاح الجو الايراني الذي يملك مئات من الطائرات القتالية الاميركية والروسية او الصينية القديمة التصميم، غير فاعل وذات قدرة عملانية ضعيفة. وأمس، ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي مجدداً في سوق الصرف الحرة بطهران، وناهز 40 الف ريال ايراني، وهو اعلى مستوى له منذ العقوبات الأميركية والاوروبية على ايران مطلع 2012 والتي ادت الى تدهور سعر العملة الايرانية. والدولار الذي كان سعره 12 الف ريال في نهاية 2011، قبل تبني العقوبات المصرفية والنفطية الجديدة التي فرضها الغرب على خلفية برنامج ايران النووي، بلغ سعره مطلع تشرين الاول (اكتوبر) الماضي 36 الف ريال، قبل ان يتراجع الى 32 الفاً.