حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط من تتبع العورات، لأنه انتهاك صارخ لامتهان الحرمات، وتنكر لحقوق الأخوة في الله، وسبيل مذمة، وضعف يترفع عنه الأبرار، والمتقون الأخيار، وأوضح في خطبة أمس (الجمعة) أن الإعلام الجديد بما وفره من وسائل، وما أتاحه للناس من مواقع للتواصل التي كاد كثير منها أن يغدو سبباً للتقاطع، بما يشيع فيها من إذاعة أسرار واقتحام للخصوصيات، وتتبع العورات ونشر العيوب والزلات، وبث الأخبار المكذوبة، والشائعات المغرضة، والتعليقات والتغريدات التي لا زمام لها، ولا مرجعية لها غير الأهواء والظنون والأوهام، لا سيما حينما تصدر من مجهول لا تعرف هويته، ولا تعرف حاله من الصدق والكذب. ودعا العقلاء إلى وضع الحلول، لدفع هذا الضرر، ورفع هذا البلاء بحسن نظر، وتأمل لضرر هذا وشدة خطره، مؤملاً أن تكون هذه المواقع سبباً للتواصل الإيجابي، وسبيلاً للتواصي بالحق. وأوضح: «إن الله شرع الاستئذان عند دخول البيوت، حماية لهذا الحق، وعدم كشف أسرار المنازل، وصيانة وستر لعوراتها»، مؤكداً أن إيمان المرء لا يكمل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وحتى يكره له ما يكره لنفسه، وأدنى درجات ذلك أن يعامل أخيه بما يحب أن يعامل به، ولا ريب أن ينتظر من أخيه أن يستر عورته، ولا يكشف عيبه، وأن يتجاوز عن زلته، موضحاً أنه إذا كان على الضد من ذلك، أي لم يفعل ذلك، لم يكن منصفاً لأخيه، ولا محباً للخير له، فيوشك ذلك أن يحدث فساداً بين رابطة الأخوة، وفساداً بيناً لما صلح من شؤون الناس، وما استقام من ظاهر أعمالهم.