أشار رئيس معهد النفط الفرنسي اوليفييه آبير، الى ان السوق النفطية الأميركية تشهد تغيراً كلياً مع التطوير السريع الذي بدأ أخيراً في انتاج النفط الصخري وأدى إلى زيادة في الإنتاج النفطي الأميركي. ورأى رداً على سؤال ل «الحياة»، أن الهجوم الإرهابي على حقل عين أمناس الجزائري سيؤثر في استثمارات الشركات الغربية في الجزائر وعلى إنتاج الغاز فأجاب «من السابق لأوانه أن نقول ما هو أثر ذلك على الإنتاج، لكن بالنسبة للجزائر فمسألة الحفاظ على الإنتاج أساسية تتعلق بصدقيتهم، لكن في المقابل هذا الحادث قد يقلص إقبال الشركات العالمية على الإستثمار في عدد من المشاريع». وأشار إلى أن إنتاج الولاياتالمتحدة أصبح الآن عند نحو تسعة ملايين برميل يومياً في مقابل سبعة ملايين عام 2005. وأعتبر أن توقعات قطاع الطاقة الرسمي الأميركي حذرة وتشير إلى إنتاج ما بين تسعة ملايين برميل يومياً و 11.8 مليون بحلول عام 2020، ما سيؤثر في بنية التبادل التجاري الأميركي. وقال في مؤتمر صحافي أمس قدم فيه رؤية «المعهد الفرنسي للنفط» حول تطورات السوق النفطية «إن إنتعاش الإقتصاد يتعزز في الدول الناشئة مع نمو يصل إلى 5.5 في المئة لكنه يبقى اقل مما كان في 2011، أما في الولاياتالمتحدة فيبقى عجز الموازنة مصدراً للضبابية بالنسبة للإقتصاد في 2013، وبالنسبة لأوروبا هناك توقع بانخفاض معدل النشاط الإقتصادي نحو إثنين في المئة، ما يجعل هذه الظروف الإقتصادية العالمية مصدر عدم استقرار للأسواق مع تقلبات عنيفة في حركة البورصات». وأضاف: «هذه الظروف للإقتصاد العالمي تؤدي إلى وضع حدود للطلب على النفط». وتابع «العامل الجيوسياسي يؤثر في السوق النفطية بشكل مهم، ففي 2011 لعبت التوترات في الشرق الأوسط دوراً مهماً في صعود سعر برنت إلى أكثر من 110 دولارات للبرميل، وذلك مرتبط بثقل دول الشرق الأوسط في السوق النفطية العالمية». وأشار آبير إلى مسألة مضيق هرمز التي نوقشت على هامش قرارت الحظر الأوروبي على النفط الإيراني، موضحاً أن معظم إنتاج النفط والغاز في دول الخليج يمر عبر هذا المضيق، وهو يشهد يومياً عبور 17 مليون برميل في اليوم اي 20 في المئة من الإستهلاك العالمي. وفي حال تم إغلاق هذا المضيق، فإن البدائل لنقل النفط محدودة، والطريق البديلة تتيح نقل أربعة ملايين برميل في اليوم. أما بالنسبة لنقل الغاز الطبيعي الخليجي فليس هناك اي طريق بديلة لنقله. وأفاد بأن «الظروف السياسية في الشرق الأوسط ما زالت تشهد توتراً ولن تشهد حلاً قريباً لذا ستبقى مؤثرة على السوق النفطية وعلى أسعار النفط هذه السنة». وتابع «أما إذا شهدت هذه التوترات حلاً فالسيناريو هو انخفاض في أسعار النفط في السوق العالمية مع ارتفاع في القدرات الإنتاجية الفائضة التي تطمئن الأسواق، منها زيادات انتاج الولاياتالمتحدة وكندا والعراق». ورأى ان «أوبك» ستجبر على خفض إنتاجها نصف مليون برميل يومياً ما سيؤدي إلى نقاش وجدل داخل المنظمة مع اهتمام السعودية بإبقاء أسعار النفط عند مستوى مئة دولار للبرميل، والذي يمثل المستوى المناسب لموازنة السعودية. وزاد: «سعر بدائل النفط يدخل أيضاً في تحديد السعر الأدنى للبرميل التقليدي، فمستوى 90 دولاراً هو الأدنى لسعر في شكل مستمر بناء على كلفة البدائل». وأوضح ان تحول الولاياتالمتحدة إلى دولة منتجة للنفط تكتفي بإنتاجها يمثل تحولاً جيوسياسياً أساسياً بالنسبة للنفط الذي تستورده من الشرق الأوسط. ولكنه أكد ل «الحياة» «ان العلاقات البنيوية بين الولاياتالمتحدة والسعودية لن تتغير ولو أن التحول الأساسي سيكون عندما تصبح الأولى مكتفية. فالتحليل المنطقي يشير الى ان الصين ستحل مكان الولاياتالمتحدة في الإعتماد على النفط المستورد، وهي تحتاج اساساً لنفط الشرق الأوسط. لكن لا يمكن على رغم كل ما يقال أن يتغير اهتمام الولاياتالمتحدة بمنطقة الشرق الأوسط». وأضاف: «أن السعودية تبقى المنتج الأول في العالم والذي يلعب دوراً أساساً في ما يتعلق بمستوى الإنتاج والأسعار في الأسواق العالمية».