سرق نادي بايرن ميونيخ الأضواء وسحب البساط من كل الأندية الأوروبية، الخبر ليس تسجيل ليونيل ميسي «سوبر هاتريك»، ولا تعملق كريستيانو رونالدو، بل قبول خوسيب غوارديولا تدريب الفريق البافاري العريق. سبقت هذا الانتقال أحاديث كثيرة أشارت إلى أن «بيب» إلى مانشستر سيتي... لا إلى تشلسي، بل سيخلف إليكس فيرغسون في تدريب مانشستر يونايتد، حتى وصل الأمر إلى ترشيحه لتدريب المنتخب البرازيلي! لكن العملاق الأوروبي النائم خرج من القمقم وسرق أمل وطموحات كل من أراده في ناديه معلناً «بيب مدرباً لبايرن ميونيخ». لكن هل هي مفاجأة أن يكون غوارديولا مديراً فنياً لبايرن ميونيخ؟ بالطبع لا فهذا الفريق سبق وقدم للعالم فرانز باكنباور وغيرد مولر ولوتر ماتيوس وأندرياس بريمه وكلاوس أوغنتالر ونجوم كثر ارتدوا قمصانه، وصولاً إلى كسب موهبة كأس العالم 2006 الفرنسي فرنك ريبيري، ومن بعده الجناح الهولندي أريين روبن، وأخيراً الحارس العملاق مانويل نوير. العمل في مكاتب بايرن ميونيخ يشبه كثيراً ألمانيا كدولة اقتصادية عظيمة فالفشل ممنوع، المدير الرياضي السابق في النادي كريستيان نيرلنغر كان أحد أسباب ولادة فكرة استقدام غوارديولا إلى بافاريا، لكنه لن يكون موجوداً حين تقديم المدرب الإسباني الشاب بشكل رسمي مع بداية العام المقبل، فقد دفع ثمن فشله في استقدام المواهب الألمانية التي اختارت اللعب في البيت «الملكي» المدريدي أي مسعود أوزيل وسامي خضيرة، إذ لم يعجب إدارة بايرن ميونيخ أن ينتزع ريال مدريد هؤلاء النجوم من فوق أنفها ومن داخل ألمانيا، وحتى الظهير البرتغالي فابيو كوينتراو كان هدفاً للبايرن لكنه ذهب إلى مدريد، فكان القرار بالاستغناء عن نيرلنغر والتعاقد مع النجم الدولي السابق صاحب الرأس الأصهب ماتياس سامر مديراً رياضياً جديداً في الفريق. أسئلة كثيرة طرحت عن سبب اختيار «بيب» بايرن ميونيخ دون سواه من الأندية الكبيرة، لكن من يتمعن كثيراً في شخصيته يجد الجواب سهلاً، لأن الأخير يفضل الأجواء الأسرية كما هي الحال في برشلونة. نعم هذه الأجواء موجودة في بايرن ميونيخ، والدليل أن لاعبيه يقاومون الإغراءات للبقاء في صفوفه، وما رفض فرانك ريبري للعروض الكبيرة التي قدمت له من عمالقة الأندية الأوروبية، والإصرار على البقاء في ربوع بافاريا، إلا خير دليل. عشاق بايرن ميونيخ ينتظرون ما سيقدمه غوارديولا، وهل إذا ما كان فريقهم سيلعب «التيكي تاكا» في «البوندسليغا؟»، نعم قادر بوجود لاعبين بمستوى باستيان شفاينشتايغر وتوني كروس إضافة إلى الإسباني خافي مارتينيز. لخافي مارتينيز قصة مع غوارديولا، فهو كان يريده مع برشلونة، حتى أنه أوصى خليفته في الفريق الكتالوني تيتو فيلانوفا للتعاقد معه، لكن بايرن ميونيخ استطاع ضمه في نهاية المطاف، وهناك من يرى أن أولى خطوات قدوم الإسباني لتدريب الفريق كان هذا التعاقد. خطة بايرن ميونيخ للعودة إلى القمة محلياً وخارجياً بدأت تتضح مع الخبر الذي نشرته صحيفة «ليكيب» الفرنسية، إذ كشفت أن إدارة الفريق الألماني منحت غوارديولا موازنة ضخمة تبلغ 240 مليون يورو لتدعيم الصفوف، وهو الذي وضع الأوروغوياني لويس سواريز على قمه أهدافه، وقد يكلف ابن ال25 ربيعاً خزانة النادي البافاري نحو 40 مليون يورو للخروج من ليفربول، كما أن البايرن اختار الدخول في الصراع على الكولومبي راداميل فالكاو الذي لن تقل كلفة قدومه عن 50 مليون يورو، ويبقى السؤال المتكرر، هل يصنع غوارديولا ربيع العملاق البافاري؟