لا أدري لماذا يصرّ البعض على تصوير الرجال وكأنهم ذئاب بشرية حدثّت بذلك نفسي، وأنا أقرأ عن الحملة الجديدة التي تطالب بمنع توليد الرجال للنساء. جاءت الحملة ببعض النماذج التي تفيد أن هناك تصويراً يحدث داخل غرفة الولادة وان بعض المستشفيات تخدع المريضات وتوافق على مطلبهن الذي هو أن تقوم طبيبة بتوليدهن، وأفادوا ضمن الحملة وعن طريق اعترافات (شاهد أعتقد أنه ماشافش حاجة) أن الرجال يقومون بتوليد النساء ثم تأتي (طبيبة وتوقّع على أنها هي التي قامت بعملية التوليد)!. وهذا شيء لا يصدقه عاقل (ففي ظل الخوف من حدوث مضاعفات وفاة وغيرها) لا يوجد عاقل يوقّع، ويمضي على فعل لم يقم به، والشيء الآخر لو كانت الطبيبة موجودة، فلماذا لم تقم هي بعملية التوليد! في غرفة الولادة (تكون المرأة بين الحياة والموت) تصارع الآلام والخوف والقلق فمن الذي سيتسغل الموقف ليقف موقف المتفرج على جسد امرأة تعاني من الألم؟ من الذي سيستغل الموقف المهيب الذي تتجلى فيه قدرة الخالق ليقوم بعملية (تصوير)!! أعتقد أن هذه الحملة غير المنطقية، ستكون هناك مطالبات بغلق كليات الطب، وغلق تخصص النساء والولادة وحصرها على الطالبات بمفردهن وستكون هناك مطالبة بإعادة المبتعثين الذين يدرسون هذا التخصص (الوحش)! ذكرني ما سبق بفتوى كنت قد قرأتها عن تحريم خلوة الرجال بالنساء في سيارات الإسعاف (على رغم أن سيارة الإسعاف هي سيارة تقوم بنقل مصابات ومصابين في حال الخطر، فمن ذا الذي سيستغل الموقف ليتكشف على عورات النساء في وقت لا يحتمل إلا الرحمة والدعاء إلى الله فقط لا غير). الحملة الجديدة التي قرأت عنها وهي (ولي أمري أدرى مني) والتي توحي بالفعل أن المرأة عدوة نفسها والتي ترجمت الاهتمامات الشخصية الضيقة، فإذا كان الله قدّر لهؤلاء النسوة بأنهن تحت ولاية أب صالح وعادل وزوج خلوق ومؤتمن فغيرهن لا يتمتعن بهذه الميزات الرائعة... النظر من البرج العاجي لا يصلح لمجتمع ما زال يتلمس خطواته لقيام نهضة بشرية تحتاج فيها المرأة أن تكون إنسانة كاملة الأهلية فلا أب يزوجها من دون علمها ومن دون رضاها ولا أخ يمنعها من العمل ولا زوج يستولي على حقوقها وعلى صاحبات الحملة النزول إلى ارض الواقع ليعلمن كم امرأة تعاني وكم امرأة تحرم وكم امرأة تساوم كل يوم على عمل يقيها مغبة سؤال الناس ربما لم يسمعوا ولم يروا مثل هذه الحالات! وأخيراً... المجتمعات الأخرى تنهض سريعاً (نهضة بشرية) وليست نهضة تكنولوجيا ولا توابعها المجتمعات الأخرى (منتجة بالفعل) ونحن ما زلنا نفكر في أمور لا ينبغي أن نتوقف عندها لأنها تصورنا (غير آدميين) بالمرة! في مجتمع ينادي بعض أفراده بهذه الحملة (على طالب الطب الذي اختار برغبته هذا التخصص الإنساني) أن يحتمل نظرات الشك والريبة وعليه أن يفكّر ألف مرة قبل القيام بعمله وربما عليه أن يغيره قبل فوات الأوان أو يريح رأسه من كل ما سبق (ويسد الباب اللي يجي منه الريح) ويفتح كشك بليلة! [email protected]