لا يغادر ضيف الصالون الأدبي الإثنينية إلا وهو في سعادة غامرة، ليس لأنه حصل على تكريم مؤسس الإثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة، أو لأنه وجد احتفاء كبيراً من الحضور الذين تكتظ بهم عادة ساحات الصالون فقط، بل لأنه تلقّى نسخة ثمينة وفريدة من الكتاب المقدس «القرآن الكريم»، منفرداً على حاشيته القراءات السبع وتعود إلى عام 583ه، و يحرص الشيخ عبدالمقصود على تزويد ضيوفه بنسخة تكفّلت «الإثنينية» بطباعتها. وقال خوجة في تصريح إلى «الحياة»: «هذا المصحف يعود لفاضل باشا المحفوظ بنسخته الأصلية في مكتبة الغازي خسروبيك بمدينة ساري بوسنة، عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، وقد كتبه أحد المهاجرين الداغستانيين في عام 1849، ونُقل هذا المصحف الشريف عن نسخة قديمة عام 583ه (1186) موافقاً لرسم خط مصاحف الأمصار للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، التي كتبها زيد بن ثابت الأنصاري باتفاق الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً، وقد أوقفه السيد محمد فاضل المولوي، المعروف بفاضل باشا على مكتبة مسجد الغازي خسروبيك في 20-5-1872، لأجل القراءة وتصحيح المصاحف والقراءات السبع، وطبعته مطبعة يلدز في إسطنبول بتركيا». وأوضح أن المصحف «يضم عدداً من الأبواب تشتمل على أسماء القراء السبعة والناقلين عنهم وأنسابهم وبلدانهم وكناهم وتاريخ وفاتهم، وأيضاً هناك باب مذهب أبي عمرو في ترك الهمزة، وباب آخر بعنوان معرفة الناسخ والمنسوخ نقلاً عن التيسير في القراءات السبع، وباب حول معرفة الوقوف والابتداء، كما ضم دعاء ختم المصحف الشريف». وأضاف خوجة: «في عام 2002م طبعه الشيخ أحمد زكي يماني، وأوقفه على مكتبة خسروبيك في البوسنة، ثم في عام 2005م تشرّفت الإثنينية بطباعته طباعة محدودة العدد جداً، طبقاً لمقاساته ونوع ورقه وألوانه وتذهيبه وتجليده ما أمكن، ونحن في الإثنينية نحرص على تزويد الضيوف به، تقديراً وتكريماً لجهودهم المبذولة في غير موقع ومكان». وأكد خوجة أن الإثنينية تستأنف نشاطاتها منتصف الشهر المقبل، وتستضيف عدداً من المفكرين والعلماء من مختلف المناطق والبلدان».