رانغون - أ ف ب - وصلت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي أمس في إطار موكب من الشرطة الى مقر حكومي في رانغون لعقد لقاء مع السناتور الأميركي الديموقراطي جيم ويب المقرب من الرئيس باراك أوباما على ما ذكر شهود. وعقد ويب أمس أيضاً لقاء تاريخياً مع الجنرال ثان شوي ليصبح أول مسؤول أميركي كبير يلتقي زعيم المجلس العسكري الحاكم في بورما بحسب ممثلين عن هذا الفريق. وتمّ اللقاء بين ثان شوي وويب في نابيداو عاصمة ميانمار الإدارية في وسط البلاد، فيما يواجه الفريق العسكري الحاكم سيلاً من الانتقادات الدولية لإصداره حكماً الثلثاء الماضي على سان سو تشي بتمديد الإقامة الجبرية المفروضة عليها 18 شهراً. كما حكم على جون يتاو الأميركي الذي أقام سراً في منزل سان سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام بالسجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقة. وذكر مسؤول في ميانمار أمس انه من المتوقع طرد يتاو من البلاد بعد زيارة ويب من دون أن يقضي عقوبته. إطلاق يتاو ولاحقاً، أعلن مكتب ويب أن السناتور الأميركي سيغادر اليوم ميانمار برفقة يتاو. وأفاد بيان صارد عن مكتب ويب أن «يتاو سيطرد رسمياً صباح الأحد (اليوم)» من بورما و «سيرافقه السناتور ويب خارج البلاد على متن طائرة عسكرية تتوجه عصر الأحد الى بانكوك». وقبل ذلك ذكرت المصادر ذاتها أن السناتور الأميركي التقى في نابيداو ممثلين عن «الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية»، أكبر أحزاب المعارضة بزعامة سان سو تشي. وخلال الأشهر التي سبقت محاكمة سان سو تشي بتهمة مخالفة شروط الإقامة الجبرية المفروضة عليها باستقبالها المواطن الأميركي الذي وصل الى منزلها بعدما عبر بحيرة سباحة، كانت إدارة أوباما أبدت نية في تغيير سياستها حيال ميانمار لاعتماد مزيد من الحوار والتخفيف من العقوبات. وقال مسؤولون أن السناتور الأميركي سيتوجه بعد نايبداو الى رانغون كبرى مدن ميانمار (جنوب) للقاء كل من سان سو تشي ويتاو على انفراد. ويعاني يتاو من مشاكل صحية، وقد أصيب بنوبات من الصرع أثناء اعتقاله. وقال ديبلوماسي عامل في رانغون إن محادثات ويب ستتركز على سبل الإفراج سريعاً عن يتاو مع احتمال تقديم أمر ما «في المقابل». وقال المصدر أنه من المتوقع أن يتم التطرق في شكل «أقل دقة» الى المسائل الأخرى كالعلاقات الثنائية بين البلدين والتنمية الاقتصادية وعملية المصالحة الوطنية قبل موعد الانتخابات التي حددها المجلس الحاكم عام 2010. وحرمت سان سو تشي من حريتها خلال 14 سنة من ال20 الماضية، وفي حال لم يصدر أي عفو بحقها بحلول العام المقبل، فلن يكون في وسعها المشاركة في الانتخابات المقررة. وتعتبر الولاياتالمتحدة ثان شوي (76 سنة) الذي وصل الى السلطة عام 1992 «عدواً لدوداً». وقد فرضت مع الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عقد عقوبات على ميانمار بسبب انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان وغياب الإصلاحات الديموقراطية في البلد المعزول الذي يحكم المجلس العسكري سيطرته عليه. والسناتور ويب (63 سنة) عنصر سابق في مشاة البحرية الأميركية (مارينز) حائز وسام تقدير لمشاركته في حرب فيتنام. ويبدي هذا العسكري المعروف بصراحته منذ زمن طويل اهتماماً بآسيا، ويرأس اللجنة الفرعية لشرق القارة والمحيط الهادئ في مجلس الشيوخ الأميركي. وورد اسمه عن فرجينيا (شرق) لفترة عام 2008 بين المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس الى جانب باراك أوباما، قبل أن يعلن هو نفسه أنه خارج السباق. ويشكل تدهور الوضع الاقتصادي التحدي الأكبر للنظام العسكري ميانمار الذي واجه عام 2007 تظاهرات ضخمة ضد الظروف المعيشية قادها رهبان بوذيون وقمعها المجلس العسكري بعنف ما أسفر عن 31 قتيلاً و74 مفقوداً بحسب أرقام الأممالمتحدة.