كشفت رئيسة جمعية أسر التوحد الخيرية رئيسة جمعية انفصام الخيرية سميرة الفيصل عن ارتفاع أعداد المصابين بمرض التوحد في السعودية، مؤكدة معاناة الأسر في تدريب الأطفال المصابين بالمرض، في ظل عدم وجود مراكز متخصصة لتأهيل الأطفال المصابين بالمرض. وأوضحت سميرة الفيصل خلال انطلاق فعاليات الاجتماع التاسع للشبكة العربية للتوحد أن نسبة التوحد في العالم ارتفعت بنسب مخيفة، إذ أظهرت الإحصاءات أن كل 77 شخصاً بينهم شخص مصاب بمرض التوحد، مضيفة: «فلو قلنا في السعودية مثلاً أن من بين كل 100 شخص هناك مريض مصاب بالتوحد لأصبح لدينا 200 ألف مصاب بالمرض إذ إن عدد سكان السعودية يبلغ نحو 20 مليون شخص». وبينت أن أسر أطفال التوحد لا يستطيعون تدريب أطفالهم المصابين بالمرض، ولا يحسنون إظهارهم للمجتمع، وتخالجهم أفكار مخيفة في التفكير بمصير أبنائهم الذين لا يحسنون التصرف بعد وفاة أسرهم، موضحة أن أسر أطفال التوحد يطالبون بمساواتهم بأطفال دول الخليج، إذ إن الطفل هناك يتم تدريبه وتأهيله كبعثة داخلية في المراكز. وأكدت أن من أهم الأمور التي ينبغي على أسر أطفال التوحد معرفته هو العلاج السلوكي، وهذا العلاج لا يتم إلا بتدريب الأسرة، متمنية استمرار تطبيق تدريب الأسرة والأقارب وحتى المجتمع لتمكين جميع أفراد المجتمع من التعامل الصحيح مع الأطفال المصابين بالمرض. وأفادت بأن المقام السامي في عام 1423 ه أقر المشروع الوطني للتوحد وهو يختص بثلاث وزارات معنية، بيد أن المشروع لم يفعّل حتى اليوم، مؤكدة أن وزارة الصحة هي الجهة المسؤولة عن تشخيص ومتابعة مريض التوحد، مع تحديد مكان لتشخيص الحالة في جميع مناطق المملكة، ومكان آخر لمتابعة الحالات المرضية للتخفيف على الأسر، فالاكتشاف السريع ينقذ الطفل أثناء عملية التدريب. وبينت أن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف للطفل المصاب بالتوحد إعانة مالية تتراوح بين 12 و20 ألف ريال. مؤكدة أن هذا المبلغ لا يكفي كمرتب خادمة، فعند إصدار تأشيرة للخادمة يطلب المكتب من الأسرة نحو 10 آلاف ريال. وشددت على ضرورة زيادة الإعانة التي تصرفها وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى زيادة مراكز التأهيل ورعاية الأطفال المصابين لعدم وجود مراكز متخصصة لتأهيل أطفال التوحد، مثمنة دور وزارة التربية والتعليم التي تحرص على دمج الطفل القابل للتعليم مع طلاب الإعاقات الذهنية الأخرى، فالبرامج موجودة لكن التدريب المتخصص غير كافٍ.