حقق عملاق الانترنت الاميركي "غوغل" نتائج مالية باهرة هذه السنة جاءت أفضل من التوقعات، فزادت أرباحه الصافية بنسبة 10 % وتخطى رقم أعماله للمرة الأولى عتبة الخمسين مليار، مسجلا اداء كان له أصداء حسنة في أوساط البورصة. وبحسب النتائج التي نشرت الثلاثاء، بلغت الارباح السنوية الصافية للمجموعة 10,74 مليارات دولار، من بينها 2,89 مليار دولار من الارباح حققت خلال الربع الاخير من العام فقط (ارتفاع بنسبة 6,7 %). ووصلت الارباح الربعية المكيفة للشركة التي تعتبر مرجعا في الاسواق المالية إلى 10,65 دولارات للسهم الواحد، متخطية معدل توقعات المحللين ب 13 سنتا من الدولار. وكان رقم الأعمال أيضا أفضل من التوقعات، وهو قد ازداد بنسبة 32 % خلال السنة برمتها ليبلغ 50,175 مليار دولار، وارتفع خلال الربع الاخير من العام بنسبة 36 % ليسجل 14,4 مليارا، في حين لم تكن السوق تأمل أكثر من 12,36 مليارا. وقال لاري بايج المدير العام للمجموعة "اختتمنا العام 2012 بربع شهد أداء قويا ... وقد بلغ رقم أعمالنا الخمسين مليار دولار للمرة الأولى العام الماضي"، لافتا إلى أن "هذه النتائج قد حققت في غضون عقد ونصف العقد". ويبدو أن اوساط البورصة في نيويورك أيدته الرأي، فقد ارتفع سهم "غوغل" بنسبة 5,05% ليصل إلى 738,39 دولارا قرابة الساعة 23,20 بتوقيت غرينيتش، في إطار المبادلات الالكترونية التي تلت اقفال البورصة. واعتبر المحللون لدى صندوق الاستثمارات "كاناكورد" أن المجموعة قد نشرت نتائجها "الاقوى منذ عدة فصول"، في حين أشاد المحللون في مصرف "جيفريز" "بفصل متين" من جهة، وازدهار النشاطات الترويجية، من جهة أخرى. وتحقق "غوغل" عائدات طائلة من الاعلانات على الانترنت حيث ترتكز نشاطاتها في محرك الابحاث "غوغل سيرتش" وموقع "يوتيوب" لأشرطة الفيديو، فضلا عن نظام "أندرويد" التابع لها والمستخدم في عدة هواتف ذكية وأجهزة لوحية من علامات مختلفة. وهي قد حققت إيرادات بلغت قيمتها 43,7 مليار دولار العام الماضي، أي أكثر بنسبة 20% من العام 2011. ولم تقدم المجموعة معطيات دقيقة بشأن نشاطاتها في مجال الخلوي، لكن لاري بايدج اكد انها "تتقدم تقدما جيدا". ولفت المدير العام أيضا إلى أن خدمة "غوغل مابس" لرسم الخرائط التابعة للمجموعة ستصبح على الارجح "مصدر دخل يحسب له حساب". وتكتسي برمجيات رسم الخرائط أهمية استراتيجية، إذ أنها تسمح بتوجيه إعلانات أكثر دقة للمستخدمين وبشد انتباههم إلى خدمات أخرى. وكانت مجموعة "آبل" الاميركية قد حاولت العام الماضي الاستغناء عن خدمة "غوغل مابس" في هاتف "آي فون"، فاستبدلتها بتطبيق من صنعها تبين في نهاية المطاف أن عدة شوائب لا تزال تعتريه. فعاودت الشركة في كانون الاول/ديسمبر استخدام تطبيق "غوغل مابس" الذي حمل أكثر من عشرة ملايين مرة خلال اليومين التاليين لصدوره. ومن بين النتائج السلبية القليلة التي سجلتها "غوغل" في العام 2012، الخسارة التشغيلية التي تكبدتها مجموعة "موتورولا موبايل" التي اشترتها في أيار/مايو الماضي. وقد وصلت هذه الخسارة إلى 353 مليون دولار خلال الربع الاخير من العام، في مقابل رقم أعمال قيمته 1,5 مليار دولار. غير أن قيمة هذه الخسارة قد انخفضت بالمقارنة مع الربع الثالث من العام عندما كانت قيمتها تبلغ 527 مليون دولار. وقد أكد باتريك بيشيت المدير المالي للمجموعة أن "غوغل لا تعول على كسب الارباح من موتورولا". ويذكر ان "غوغل" اعتمدت سياسة إعادة هيكلة واسعة النطاق، وقامت بتخفيض عدد موظفيها ونشاطاتها، وهي قد منحت رخص امتياز للمجموعة الاميركية "اريس"، في مقابل 2,35 مليار دولار.